ورث حمود جديان البغيلي حبّ الزراعة، لاسيما في العبدلي في أقصى الشمال، على الحدود الكويتية - العراقية، عن أبيه المرحوم جديان البغيلي الرشيدي، مساعد آمر قوة الحدود البرية الكويتية من سنة 1981 حتى سنة 1988.
وحاز حمود مزرعة، بمعرفة ومباركة المؤسس الأول لـ«العبدلي الزراعية» الشيخ مبارك صباح الناصر الصباح - طيب الله ثراه - عام 1983، ومنذ ذلك الحين، وآل جديان البغيلي متواجدون في العبدلي، مزارعين ومعمّرين، إذ يحوز أبناؤه الآن عدداً من المزارع فيها، كلّ واحدة منها أفخم وأروع من سابقتها، وقد ورثوا حبهم للزراعة عن الوالد.. وصديقه «المؤسس الأول».
«رخام من برّه وجوّه»
بالتعريج على إحدى المزارع، الواقعة في القطعة (1) العريقة (أولى قطع العبدلي الزراعية)، والمطلة على شارع المرحوم عبدالرحمن الصفران، والتي كانت معروفة بعد الغزو العراقي الغاشم، بمنطقة الـ (5) كيلو، لقربها من الحدود العراقية، تطالعك مزرعة حمود البغيلي «من برّه رخام ومن جوّه رخام»... يعني من ينظر إليها وهو عابر من أمامها، يسعد برؤيتها، لكنه يسعد أكثر بالتوغل فيها، والسير بين مزروعاتها ومبانيها الفاخرة، بل وفي شارعها الرئيس الذي تظلّله الأشجار الباسقة.
ولا عجب، فالمزارع حمود البغيلي يعتبرها بيته الثاني، خصوصاً بعد تقاعده... فيزرع ويعمّر في جميع أرجائها بسخاء وكرم.
منتجاتنا مفخرة
يتعاطى المزارع البغيلي الزراعتين، الحقلية والمحمية، على كل مساحة مزرعته البالغة 55 ألف متر مربع، فقد كان يوم زيارتنا لمزرعته العامرة، آخر شهر ديسمبر 2021، يزرع البطاطا والباذنجان والذرة والطماطم والورقيات المتنوعة، بالإضافة إلى الأعلاف لتغذية حيوانات المزرعة... حقلياً.
كما كان ينتج «الطماطم» عبر مجمعات زراعية حديثة مكيفة بالإضافة إلى إنتاجه الذي لا ينقطع فيها من الخيار والفلفل بنوعيه الحار والبارد.
يقول أبومبارك إن «سوق منتجاتنا الزراعية هذا الموسم بوجه عام جيد... والسبب أن أهل الكويت وسكانها صاروا يقبلون على شراء المنتجات المحلية الطازجة النضرة، ويفضّلونها على أي منتجات مستوردة، والتي تأتينا من كل حدب وصوب يومياً».
أفضلية المنتج المحلي
وأكد أن «الإقبال واضح على المنتجات الكويتية، سواء من المواطنين أو من المقيمين، لأنها آمنة صحياً وطازجة تُنقل من المزرعة إلى الشبرة، ثم إلى بيت المستهلك أو مطعمه، في اليوم ذاته أو في اليوم التالي، بعكس المنتجات المستوردة التي تحتاج إلى أسبوع وأكثر؛ كي تصل الكويت، ثم وهذا الأهم، لا أحد يعرف كيف تُسقى المنتجات الزراعية المستوردة؛ وكيف تُرش؛ للحماية من الأمراض والآفات».
ثمريات وخضراوات
وزاد أبومبارك أن خير دليل على إقبال الناس على المنتجات الكويتية، ما نراه أيام العطلات الأسبوعية والرسمية من تدفق للعائلات، لاسيما الكويتية، على المناطق الزراعية لشراء ما يلزمها من منتجات كويتية طازجة من أمام بسطات مزارعنا ومنافذها التسويقية. وسوقها المتنقل.. خلف جمعية العبدلي في القشعانية.
وكان المزارعون الكويتيون عند حسن ظن الناس بهم، فأفلحوا في إنتاج كم كبير من الثمريات والخضراوات، وعرضوها بأسعار متهاودة، في كل مناطق الكويت.
حتى الفواكه نجح الكويتيون في إنتاجها؛ ففي الكثير من المزارع توجد الآن محميات خاصة بزراعة الفواكه الشهية، خصوصاً الموز والحمضيات والتين، بالإضافة إلى زراعة أشجار الزيتون.
5 أسباب للإقبال على المنتج المحلي
1 - آمن صحياً.
2 - طازج من المزرعة إلى الشبرة.
3 - نقل فوري لبيت المستهلك أو المطعم.
4 - «المستوردة» تحتاج أسبوعاً وأكثر لتصل.
5 - لا أحد يعرف كيف تُسقى وكيف تُرش.