البيت الأبيض ندد بـ «القمع العنيف والظالم» وكندا دانت «العنف الوحشي»

إيران: الاستيلاء على جثمان نجل شقيق موسوي واعتقال عدد من الشخصيات المعارضة بينها يزدي

1 يناير 1970 07:08 ص
عواصم - «العربية نت»، وكالات - أفادت معلومات لـ«العربية نت»،أمس، أن السلطات الإيرانية قامت بالاستيلاء على جثمان نجل شقيق الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي الذي قتل في المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن اول من امس.

وأطلقت الشرطة أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار حسين موسوي الذين تجمعوا لتقديم التعازي في مقتل ابن شقيقه.

وذكر موقع «نوروز»، «تجمعت مجموعة من أنصار موسوي أمام مستشفى ابن سينا حيث يرقد جثمان ابن شقيقته... أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم».

وفي وقت لاحق، اكدت «وكالة الانباء الرسمية» (ايرنا) ان «جثمان (السيد علي الموسوي) واربعة جثامين اخرى لضحايا الاضطرابات في طهران حفظت للتحقيق والتشريح».

وقال قائد شرطة طهران عزيز الله رجب زاده امس، ان «التحقيق جار حول وفاة ابن شقيق موسوي» والنتائج «ستعلن قريبا».

ووردت هذه المعلومات في وقت تشن السلطات حملة اعتقالات في صفوف الاصلاحيين طالت عدداً من مستشاري موسوي والرئيس السابق محمد خاتمي.

وذكر موقع «برلمان نيوز» ان شرطيين اوقفوا صباحا مرتضى حجي الوزير السابق والمدير الحالي لـ «مؤسسة باران» التابعة لخاتمي، مع مساعده حسن رسولي.

كما اوقفت قوات الامن صباحا ثلاثة من كبار مستشاري حسين موسوي.

واوضح الموقع ان هؤلاء المستشارين هم علي رضا بهشتي وقربان بهزانيان نجاد ومحمد باقريان.

وأفاد موقع «رهسباز»، المعارض ان السلطات اوقفت امس، العديد من الناشطين في الحركة المعارضة الاصلاحية من بينهم مسؤول طلابي وابن احد الوزراء السابقين في حكومة خاتمي.

كما كشف الموقع عن توقيف الصحافي والناشط الحقوقي عماد الدين باقي، وهو احد رموز المعارضة الليبرالية.

وحاز عماد الدين باقي الذي يدير «مؤسسة ايرانية للدفاع عن حقوق المسجونين»، على جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الانسان في 2005 لجهوده في المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام.

وتعرض للسجن مرات عدة في السنوات الاخيرة بتهمة «تهديد الامن القومي» وهو ساند رئيس البرلمان الاسبق مهدي كروبي في انتخابات يونيو الرئاسية.

وافاد موقع «ادوارنيوز» ان عناصر الامن دخلوا صباحا مكاتب مجلة «ايران دوخت» التي تديرها زوجة كروبي وصادروا اجهزة الكمبيوتر.

واوقفت الشرطة ليلا وزير الخارجية السابق ابراهيم يزدي رئيس «حركة تحرير ايران» واحد رموز المعارضة الليبرالية.

وشغل يزدي (78 عاما) منصب وزير الخارجية في حكومة مهدي بزرغان في بداية الثورة الاسلامية عام 1979. وتعرض للتوقيف مرات عدة في السنوات الاخيرة. وجرى اقتياده الى جهة مجهولة.

وسبق أن تعرّض يزدي للاعتقال لمدة 72 ساعة بعد الانتخابات الرئاسية، بينما كان راقداً في المستشفى.

وكان التلفزيون الرسمي نقل عن وزارة الاستخبارات أن أكثر من 15 شخصاً قتلوا في صدامات عاشوراء، بينهم 5 «بأيدي مجموعات إرهابية، و10 ينتمون الى مجموعات معادية للثورة».

وكانت الشرطة أقرت، امس، بمقتل 5 متظاهرين، هم علي حبيبي موسوي، مهدي فرهادي نيا، محمد علي راسخي نيا، امير ارشدي وشهرام فرجيي.

كما اعترفت باعتقال أكثر من 300 مشارك في المسيرات التي شهدتها طهران فقط، رغم أن نائب قائد الشرطة أحمد رضا رادان نفى أن تكون الشرطة استخدمت السلاح في تفريق المتظاهرين.

في المقابل، نشرت مواقع إلكترونية تابعة للحلقة المحيطة بالرئيس محمود أحمدي نجاد، أن قتل المتظاهرين في يوم عاشوراء، خصوصاً نجل شقيقة حسين موسوي، «تقف وراءه جماعات مرتبطة بالخارج».

وذكرت هذه المواقع أن «الأربعة الذين قتلوا في طهران تم قتلهم بطرق مشبوهة، وأن اثنين منهم قتلوا بواسطة الدعس بالسيارات، وبينما ألقي الثالث من على الجسر والرابع بواسطة الرصاص».

من ناحيته، انتقد أحد زعماء الحركة الإصلاحية، مهدي كروبي، بشدة قتل المتظاهرين، وتساءل في بيان نشره امس، على موقعه الالكتروني: «كيف يمكن لحكومة دينية أن تلطخ يدها بدم الناس في يوم عاشوراء المقدس»؟ وأضاف» «حتى النظام الملكي السابق كان يحترم هذا اليوم».

من جانبه، اتهم الإصلاحي المعارض والمخرج السينمائي المعروف محسن مخملباف السلطات بتدبير قتل ابن شقيقة موسوي خلال تظاهرات عاشوراء في طهران.

وذكر مخملباف في رسالة، أن «علي موسوي حبيبي (نجل شقيقة موسوي) تلقى قبل يوم تهديداً بالقتل وأنه كان ملاحقاً من قبل سيارة تستخدم في الغالب من قبل الحرس الثوري والأجهزة الحكومية، وتقل خمسة أشخاص، قتلوه في التظاهرات قبل أن يتواروا عن الأنظار».

وأكدت مصادر داخل ايران أن عدداً كبيراً من المسؤولين الايرانيين ومعظمهم من كوادر الخط الثاني في نظام الجمهورية الاسلامية طلبوا اللجوء الى دول أوروبية.

وفي ردود الفعل الدولية، ندد البيت الابيض بـ «القمع العنيف والظالم بحق مدنيين يطالبون بممارسة حقوقهم في ايران»، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة «الى جانب اولئك الذين يريدون التعبير سلميا عن حقوقهم الاساسية».

بدورها نددت الخارجية الفرنسية بـ «الاعتقالات العشوائية واعمال العنف» التي استهدفت المتظاهرين في طهران.

ودانت كندا العنف الوحشي للسلطات الايرانية في قمعها للتظاهرات مطالبة باحترام حقوق الانسان في ايران.

وقال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون في بيان ان «الحكومة الكندية تدين استخدام قوات الامن الايرانية للعنف الوحشي ضد المتظاهرين وتدعو مجددا ايران الى الالتزام بواجباتها في مجال احترام حقوق الانسان».

واضاف ان كندا «قلقة جدا» لقمع النظام الايراني للمواطنين الايرانيين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير والتجمع بمناسبة ذكرى عاشوراء.

ووصف محاولات النظام الايراني قمع حرية التعبير والتجمع خصوصا بمناسبة ذكرى عاشوراء بانها «مؤسفة».

وخلص الى القول ان «الشعب الايراني يستحق بان يسمع صوته وان يتمتع بحقوقه من دون ان يواجه الخوف او الترهيب».

وفي برلين، قالت المستشارة المانية انغيلا ميركل، ان قمع قوات الامن الايرانية للمتظاهرين «غير مقبول». واضافت «اتعاطف مع اهالي الضحايا».

وبعد ان ذكرت ايران بواجباتها بموجب معاهدة الامم المتحدة للحقوق المدنية والسياسية التي وقعت وصادقت عليها طهران، طلبت ميركل من السلطات الايرانية «عدم منع حرية التعبير من خلال التظاهرات السلمية وعدم قمعها بعنف».

ودعت القادة الايرانيين الى «تفادي اي تصعيد جديد وايجاد حل سلمي للنزاعات السياسية الداخلية» عبر الحوار.

من ناحيته، دان وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي بحزم «التدخل الوحشي لقوات الامن الايرانية ضد المتظاهرين». وقال في بيان «ادين باكبر قدر من الحزم التدخل الوحشي لقوات الامن الايرانية ضد المتظاهرين»، مشيرا الى ان «عددا كبيرا من الاشخاص قتلوا مجددا وسقط عدد كبير من الجرحى».

وحذر من ان الاسرة الدولية ستسهر على ذلك ولن تكف عن الاهتمام به».

وطالبت روما السلطات الايرانية بـ «احترام الحياة» وباجراء «حوار» مع المعارضة اساسه احترام حقوق الانسان.

وأعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان ان «المحافظة على الارواح البشرية يمثل قيمة اساسية يجب الدفاع عنها في شتى الظروف». واضاف ان الوزارة «تأمل من هنا ان يجري حوار بين الحكومة والمعارضة في ايران في اطار احترام حقوق الانسان ومن بينها خصوصا احترام الحياة».

وأجمعت كل وسائل الإعلام الدولية استناداً الى تقارير ميدانية، على أن التظاهرات التي اندلعت في العاصمة الإيرانية وسائر المدن الأحد، كانت «الأعنف» منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.

وأكدت أن قوات الامن الحكومية المتمثلة في عناصر مكافحة الشغب وقوات التعبئة التابعة للحرس الثوري والشرطة وذوي الملابس المدنية استخدمت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، الا إنها واجهت مقاومة شديدة من قبلهم ما اضطرت إلى التراجع في بعض الشوارع الرئيسية كشارع انقلاب وميدان وعصر.

وأكدت مصادر مطلعة لـ»العربية نت»، في تقارير سابقة نقلاً عن شهود، أن قوات الامن الإيرانية استخدمت الذخيرة الحية في بعض المناطق من طهران ومدن أخرى لإيقاف الموجات البشرية الغاضبة الى جانب الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والهراوات.



«دبي للإعلام» تؤكد فقدان الاتصال

مع مراسل «قناة دبي» في طهران




دبي - ا ف ب، رويترز - اكدت «مؤسسة دبي للاعلام»، امس، فقدان الاتصال مع مراسل «قناة دبي» في طهران منذ اول من امس.

وقال احمد الشيخ، المدير العام للمؤسسة التي تملك «قناة دبي» انه يؤكد «خبر فقدان الاتصال بمراسل المؤسسة في الجمهورية الاسلامية الايرانية الزميل رضا الباشا».

والباشا (27 عاما) السوري الجنسية يعمل مع «قناة دبي» منذ سنة تقريبا عبر مكتب محلي للخدمات الاخبارية. وذكر البيان ان «مؤسسة دبي للاعلام تتابع وضع الزميل الباشا بتفاصيله كاملة مع الجهات المعنية بعدما فقد الاتصال به» مؤكدا ان المراسل «لم يكن مكلفا بأي تغطية اخبارية أمس» الاحد. وكان احد زملاء باشا قال ان اثره فقد اثناء تغطية تظاهرات للمعارضة في وسط العاصمة الايرانية اول من امس.

ولاحقا، اكدت السلطات الايرانية توقيف الباشا.