جولة لـ «الراي» في ميناء الدوحة للاطلاع على آخر المستجدات في تفتيش البضائع

العتيبي: «الجمارك» تفتّش حتى الحيوانات النافقة... لمنع دخول الممنوعات

22 يناير 2022 10:00 م

- تطبيق الاشتراطات الصحية على موظفي «الجمارك» وطاقم أي سفينة آتية للكويت
- تطوير إجراءات التفتيش وتزويد ميناء الدوحة بأجهزة لرصد المواد المشعة
- مسح وتمشيط البضائع على الشاحنات دون تفريغ الحمولة بجهاز مسح إشعاعي
- وقت كاف للتفتيش... تحقيقاً للحفاظ على أمن الكويت
- لا يوجد أي تأخير في الإفراجات الجمركية
- 40 مفتشاً ومدققاً موزعون على ثلاث نوبات يومياً
- فهد العازمي: أغرب قضية تهريب 17 كيلو شبو في أحشاء الأغنام

أكد مراقب ميناء الدوحة وجزيرة فيلكا في الإدارة العامة للجمارك بالتكليف نايف العتيبي أن العمل الأساسي لرجال الجمارك في ميناء الدوحة يتمثل في تفتيش البضائع الآتية للكويت بمختلف أنواعها الصلبة والحية وحتى «النافقة»، ومعظم هذه البضائع تأتي من إيران أو عُمان أو الصومال وذلك حسب نوعيتها للتأكد من خلوها من الممنوعات، موضحاً أنها تصل البلاد عبر البحر بالسفن الخشبية و(دوب الحديد)، وهي السفن المتوسطة.

وأوضح العتيبي، خلال جولة لـ «الراي» في جمرك ميناء الدوحة، أن السفن الآتية إلى الكويت مؤمنة ولديها وكيل معتمد من وزارة المواصلات، وتدخل بإذن من مؤسسة المواني الكويتية، لافتاً إلى أن «الجمارك» حريصة على تطبيق الاشتراطات الصحية على موظفيها وعلى طاقم السفينة الآتية للبلاد، حيث يطلب من طاقمها عدم النزول من السفينة وعدم احتكاكهم مع المفتيشين لسلامة الطرفين.

وذكر أن «الجمارك» طورت من إجراءات التفتيش من خلال تزويدها بالكفاءات المدربة من المفتشين والمدققين الجمركيين ومن الكوادر الوطنية وتزويدها بأجهزة التفتيش اليدوية لمساعدتهم في البحث عن الممنوعات، كما قامت أخيراً بتزويد منفذ جمرك الدوحة بأجهزة لرصد المواد المشعة في البضائع الآتية للكويت وكذلك تزويد الميناء بجهاز مسح إشعاعي وهو عبارة عن مركبة متحركة تقوم بتمشيط وتفتيش البضائع على ظهر الشاحنة دون إنزالها حيث يتم رصد الممنوعات، إن وجدت.

وأشار إلى أن «الجمارك لا تكتفي بهذا المسح بل يقوم المفتشون بإنزال البضاعة على رمبة التفتيش لأخذ وقتها في البحث عن كل ما هو ممنوع دخوله، تحقيقاً للهدف من عملنا وهو المحافظة على أمن الكويت».

ونفى العتيبي وجود أي تأخير في الإفراج عن البضائع، موضحاً أن الجمارك ربطت آلياً عملية الإفراجات مع الجهات الأخرى الحكومية والتي تساند الجمارك في عملها كالهيئة العامة للزراعة والهيئة العامة للغذاء ووزارتي الصحة والداخلية وغيرها، بالإضافة إلى أن المخلصين أنفسهم لهم دور في بعض الأحيان في عدم انجاز أو استكمال أوراق بياناتهم الجمركية بشكل سريع، أما ما يخصنا كجمارك فلا تأخير لدينا.

وأوضح العتيبي أن معظم البضائع التي تصل لميناء الدوحة تكون من الأغنام والإبل والأبقار حيث يصل أسبوعياً قرابة 8 آلاف رأس غنم من عُمان أو الصومال ويتم إنزالها من المراكب ودخولها في محاصير الهيئة العامة للزراعة لفحصها والإفراج عنها، ودورنا يكون في فحصها ظاهرياً وبمساعدة الأطباء البيطريين وفي حال التشكك برأس غنم أو إبل يتم التدقيق والتفتيش خوفاً من دخول المخدرات.

وبيّن العتيبي أن جمرك ميناء الدوحة يعمل به ما يقارب 40 مفتشاً ومدققاً جمركياً تقريباً موزعين على ثلاث نوبات في اليوم، أي أن العمل مستمر على مدار 24 ساعة.

وأوضح أنه بتوجيهات مدير عام الجمارك بالإنابة سليمان الفهد تم التشديد على التركيز على تفتيش البضائع بالشكل الذي يحفظ أمن البلاد والعباد وأخذ الوقت الكافي لذلك وألا يمر شيء من تحت يد الجمارك حتى ولو «نافقة» لأن هناك حيوانات تأتي نافقة بعد رحلة عناء وسفر لأيام في البحر، خصوصاً في فصل الصيف فتصل جيفة ومع ذلك يتم تفتيشها، للتأكد من خلوها من الممنوعات، مشيراً إلى «معاناة مفتشي الجمارك وتحملهم الروائح الكريهة للجيف التي يفتشونها بحثاً عن الممنوعات، ولكن لأجل الكويت نتحمل».

بدوره، قال رئيس نوبة التفتيش في الميناء فهد العازمي «إن رجال الجمارك يعملون على قدم وساق في كل الأحوال الطبيعية والصحية، لتأمين البلاد والعباد من دخول المهربين والممنوعات والمواد المخدرة، وذلك حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة».

وأضاف العازمي «لقد طلبنا من الإدارة توفير بعض الأجهزة المساعدة للمفتشين مثل أدوات حلاقة لقص صوف الأغنام وخاصة بعد الضبطية الأخيرة التي كشفت من خلالها تهريب 17 كيلو شبو في أحشاء الأغنام مستغلين وصولها ضمن 8 آلاف رأس غنم، وكذلك كثافة صوفها وعدم وجود أدوات حلاقة لدى الجمارك، لكن بفضل يقظة المفتشين وبالتعاون مع وزارة الداخلية تم ضبط (الشبو)، وقد طلبنا جهاز كشف دون إشعاع لفحص الحلال ولكشف الممنوعات إن وجدت».

وطالب العازمي الجهات المعنية الأخرى العاملة في الميناء بتطوير عملها لمساعدة الجمارك، خصوصاً الهيئة العامة للزراعة بضرورة توسعة المحاصير وتطوير أجهزة الفحص في المحجر، وزيادة عدد الأطباء البيطريين لفحص آلاف الأغنام التي تصل يومياً.

استقبال 2 إلى 5 مراكب يومياً

ميناء الدوحة لا يستقبل المسافرين، وبالتالي لا يوجد به مفتشات من العنصر النسائي، حيث يقتصر استقبال المسافرين في ميناء الشويخ، لأن ميناء الدوحة مخصص لاستقبال الحلال والبضائع الغذائية وبعض البضائع الاستهلاكية، حيث يستقبل من 2 الى 5 مراكب يومياً حسب الوضع الحالي.

الحيوانات المستوردة لا تتعرض لجهاز التفتيش الإشعاعي

أوضح المراقب نايف العتيبي أن الحيوانات المستوردة مثل الأغنام والمعز والأبقار وغيرها لا يتم تعريضها إلى جهاز التفتيش الإشعاعي، حرصاً على سلامتها، مشيراً إلى أن الجهاز مخصص للكشف على المواد الصلبة كالاسمنت والسيراميك والجص وغيرها.

أكبر ضبطية... 300 كيلو حشيش

كشف العتيبي أن أكبر ضبطية كانت عبارة عن تهريب 300 كيلو حشيش خلال العام الماضي حيث تم الشك في مركب إيراني يقوم بإنزال بضاعته والسفر بنفس اليوم من دون أخذ بضاعة معه، كما المتعارف عليه كنوع من الاستفادة المالية، وبعد أن طلب الإذن بالدخول تم إبلاغ خفر السواحل التي رافقته حتى دخل الميناء والذي حرمه من رمي أي ممنوعات أثناء خط سيره للميناء، وبعد الوصول وتفتيش المركب وجد 300 كيلو حشيش و5 كيلو أفيون مخزنة تحت بضاعة عبارة عن بصل وبطاط في قاع المركب.

وأشار إلى أنه تم طلب تزويد مفتيشي الجمارك بأجهزة تفتيش يدوية لمساعدتهم على القيام بدورهم ومساندتهم للكشف على الممنوعات والمواد المخدرة.

ميناء التجارة الإقليمي

أكد العتيبي أن ميناء الدوحة يعتبر ميناء التجارة الإقليمي في الكويت، فمعظم التجار ينقلون بضاعتهم بين دول مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، وكذلك الدول المجاورة مثل العراق وإيران وباكستان، عن طريق السفن التجارية الصغيرة التي تجوب الخليج العربي لبيع بضائعهم، هذه السفن في الغالب هي القوارب العربية الخشبية التي تسمى (داو وجالبوت) مخصصة للبضائع فقط.