أكد أن البنك صاحب أكبر مديونية «مفتاح الحل»... ولم يتفاعل إيجاباً
السعيدي يستقيل من رئاسة «الأبراج»: قدّمت حلولاً واقعية ولم يعد لديّ المزيد
1 يناير 1970
11:06 ص
قدم رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب بشركة الأبراج القابضة مساعد عادل السعيدي استقالته من منصبه وعضويته في مجلس ادارة الشركة اعتبارا من يوم أمس الاول، بعد نحو شهرين من انتخابه لرئاسة الشركة شاكرا مجلس الإدارة والمساهمين الذين وثقوا فيه طوال مدة رئاسته وعضويته في الشركة.
وأوضح السعيدي أن الاستقالة جاءت بعد أن بذلت جهودا في مسار حل أزمة الشركة وانتشالها من وضعها الراهن، خصوصاً وأنه قبل هذا المنصب استجابة لدعوة من بعض كبار الملاك لتحقيق هدف رئيسي يتمثل في دفع الجهود نحو تحقيق انفراجه في ملف الشركة التي تعاني من استحقاقات وأثار الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الوطني في ظل وقوف الدولة بمؤسساتها المعنية مكتوفة الايدى وهي ترى المؤسسات والشركات تنهار بسبب أزمة أضعفت الجميع وأسهمت في خلق فجوة تمويلية كبيرة وانهيار هائل في أسعار الأصول التي انعكست سلبا على أوضاع الشركات بشتى القطاعات.
وأشار السعيدي إلى أن قبوله للتحدي في إدارة الشركة في ظل هذه الظروف العصيبة جاءت مدعوماً من الجدية التي أبدوها بجميع الوسائل بعض كبار ملاك الشركة وفي مقدمهم جمال الكندري وسمير الناصر بالإضافة إلى بعض كبار الدائنين في مقدمهم مجموعة عارف الاستثمارية وشركة سبائك للإجارة والاستثمار وغيرهم في معالجة أوضاع الشركة، مشيراً إلى أن هذا المناخ شكل لدي دفعة كبيرة في قبول هذه المهمة الصعبة وهذا التحدي الكبير، وبالفعل فمن اليوم الأول وضعنا خطة للتحرك السريع على مسارين رئيسين الأول يتمثل في تحقيق مصالحة بين بعض كبار الملاك بما يكفل طي صفحة الخلافات التي أثرت سلبا على مسيرة الشركة وأوضاعها، والمسار الثاني هيكلة أوضاع الشركة ووضع خطة عملية قادرة على معالجة ديون الشركة مع الدائنين بما يدعم الاستمرارية ويساهم في حل الكثير من الصعوبات والتحديات.
مسارات الحل
وأوضح السعيدي أن الخطة حظيت بمباركة مجلس الإدارة ودعمه للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، حيث قدمنا حلولا عملية وواقعية تقوم على أساس تحقيق المصلحة المشتركة لجميع الأطراف، مشيرا إلى ما تم في هذا الشأن من اجتماعات وتصورات قدمت إلى بعض المساهمين بالشركة لطي صفحة الخلاف كما تقدمنا من جهة ثانية بتصور رسمي للبنك صاحب المديونية الأكبر وأيضا باعتباره مفتاح الحل، وذلك كله في ظل قبول من أهم الدائنين وفي مقدمهم مجموعة عارف الاستثمارية والشركة الدولية للإجارة وغيرهم ولكن للأسف لهذا اليوم لم نتسلم أي ردود ايجابية من البنك.
وبين السعيدي أن هذه الخطوات حظيت كذلك بمباركة ودعم كبير من أطراف عديدة حاولت مساندتنا لإقناع جميع الأطراف بعملية المصالحة والهيكلة لإنهاء السبيل الوحيد لإنقاذ الشركة وحفظ حقوق الجميع، ولكن ما حدث في المسارين من تعثر وعلى الأخص من طرف البنك صاحب المديونية الأكبر جعلني أرى أن دوري في هذه المرحلة انتهى وان الجهود التي بذلت في هذين المسارين قد استنفذت لاسيما واننا كنا نتحرك بدافع المحافظة على حقوق المساهمين الذين يتأملون ببارقة أمل تحسن من الاوضاع ولكنني وللأسف لم يعد بإمكاني تقديم المزيد مادام الطرف الآخر لايحرك ساكنا ولايطرح بدائل وكأن الموضوع لايعنيه من قريب أو بعيد، الأمر الذي دفعني إلى أن اترك المجال لمن يستطيع مواصلة المشوار برؤية أخرى متمنيا له التوفيق والنجاح.
وأوضح السعيدي أن رؤيته للشركة لم تختلف عن قبل فهي شركة نشاطها الأساسي تشغيلي قائمة على إدارة عقود متنوعة ومرتبطة بشكل أساسي مع جهات حكومية عديدة وشركات ومؤسسات متنوعة، مؤكدا أنها الأكبر في مجالها واستطاعت على أن تحقق انجازات ضخمة طوال مسيرتها لولا انعكاسات الأزمة وتأثيرها المباشر على انخفاض اكبر الأصول لديها وهي أسهم الشركة الدولية للإجارة والممولة من البنك نفسه صاحب أكبر مديونية، والتي كان لها الدور الأبرز في تعثر الشركة حيث انخفضت قيمتها السوقية مما جعل ذلك ينعكس على مركز الشركة وانكشاف ضماناتها لدى البنك.
وأكد أن الشركة في ظل هذه الأوضاع مازالت تقوم بتشغيل العشرات من المناقصات الحكومية وغير الحكومية ولديها الفرصة الكبيرة في أن تحظى بحصص كبيرة في قطاعها لولا المشاكل التي تواجهها. مشيرا إلى أن الأطراف التي ما استفادت من الخيارات التي قدمتها لهم الشركة في تصوراتها الأخيرة ستنعكس عليهم سلبا لأنها كانت بالفعل خطوات تحفظ لهم وللشركة والمساهمين حقوقهم وتنقل الشركة من حالة التعثر التي تمر بها.
وأشاد السعيدي في تصريحه بمساندة عدد من الأطراف وعلى رأسها مجموعة عارف الاستثمارية التي سعت بشكل ايجابي لدعم الشركة ولدعم الحلول التي قدمت للبنك صاحب المديونية الأكبر من خلال موافقتها على الدخول في عملية الهيكلة، كما أن الشكر موصول للاخوة جمال الكندري وسمير الناصر اللذين كان لدورهما الايجابي في دعم الشركة ودعم مشروع زيادة رأس المال وتعهدهم في تغطية نسبة كبيرة تتجاوز حصتهم لدعم نجاح عملية زيادة رأس المال الأمر الذي اثبت دورهم الايجابي والمسؤول في نظرتهم إلى الشركة متمنيا لشركة الابراج ومساهميها والعاملين فيها كل توفيق ونجاح.