توسع تراخيص العمل بالقطاع لتصل 450 نهاية 2021

طفرة التكنولوجيا تفتح شهية مسرَّحي مكاتب السفر الكبرى على «البيزنس الخاص»

5 يناير 2022 10:00 م

- مسرّحون استفادوا من فتح النظام مقابل 10 آلاف دينار ضمانة فأسسوا مكاتب بموظفَين أو 3

تسبّبت الإجراءات الاحترازية التي فُرضت خلال أزمة جائحة كورونا بتداعيات شديدة الوطأة على قطاع السياحة والسفر المحلي، مكبدة إياه خسائر كبيرة، نتيجة إغلاق المطار والقيود التي فرضتها السلطات على المسافرين، الأمر الذي انعكس على مكاتب السفر التي قلصت نفقات وأغلقت فروعاً وصغّرت حجم عمليات وتخلت عن عدد كبير من الموظفين للخروج من الأزمة.

ونتيحة للإغلاقات الجزئية والكلية وإحجام المواطنين والوافدين عن السفر خوفاً من الإصابة بالفيروس من جهة، وتجنباً لأي إقفال يطول المطار ويعيقهم من العودة إلى أعمالهم، انخفضت إيرادات مكاتب السياحة والسفر منذ بدء الجائحة إلى ما قبل بداية الفتح الجزئي للمطار في أغسطس الماضي، بنحو 90 في المئة، وفقاً لاتحاد مكاتب السياحة والسفر، إذ كانت تخسر شهرياً مبيعات تقارب 34 مليون دينار.

وخلال عام 2020 ومع الخسائر المتراكمة، تراجع عدد مكاتب السياحة والسفر بنحو 40 مكتباً بعد أشهر قليلة من الجائحة بعد أن وصلت إلى 430 في 2019، إلا أن هذا الأمر تغيّر مع عودة شركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي لتشغيل الرحلات التجارية منذ مطلع أغسطس إلى 20 دولة حول العالم، إذ بدأ السوق يلتقط أنفاسه مرة أخرى ويتعافى من آثار «كورونا» مع تأقلم المسافرين مع الاشتراطات الجديدة التي فرضتها الجائحة، ليرتفع عدد المكاتب من جديد إلى نحو 450 حالياً.

معطيات إيجابية

وتقول مصادر في القطاع إن المعطيات الإيجابية بالقطاع شجعت عدداً من موظفي مكاتب السياحة والسفر الكبيرة المُسرّحين من أعمالهم إلى تشكيل فرق والعودة لفتح مكاتب صغيرة مستندين إلى الطفرة التكنولوجية في هذا المجال، إذ جلّ ما تتضمنه مكاتبهم موظفَين أو 3 وأجهزة كمبيوتر، ومستفيدين في الوقت نفسه من النظام الجديد لاتحاد النقل الجوي (أياتا) على Bank settlment plan«(BSP)» وهو الـ«Easy Pay»، والذي يسمح بإيداع ضمانة تصل إلى 10 آلاف دينار فقط مقابل فتح نظام «أياتا» لمكتب السياحة والسفر، بعد أن كان الاتحاد يفرض على المكاتب إيداع ضمانة تساوي مبيعاتها الشهرية.

وتُعوّل تلك التكتلات الصغيرة ذات المصاريف المحدودة على معارفها السابقة والانتشار الإلكتروني للوصول إلى شرائح جيدة من العملاء، تمكّنها من كسب حصص سوقية من مكاتب السياحة والسفر الكبيرة، لاسيما وأن الكثير من الزبائن بات يفضل إنهاء جميع إجراءات السفر عبر الهاتف، حتى أن دفع الأموال يتم عبر روابط تُرسل من خلال الـ «واتس أب» من دون أي زيارة للمكتب.

ويلاحظ أن مبيعات مكاتب السياحة والسفر في الكويت أخذت مساراً تصاعدياً خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر الماضيين، حيث ارتفعت 115 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2020، حيث وصلت لـ101 مليون دينار، وذلك نتيجة تخفيف قيود السفر وبدء عودة الأوضاع تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل «كورونا»، لكن الأرقام ضعيفة لا تزال مقارنة بما كانت عليه مبيعات المكاتب قبل الجائحة، إذ تمثّل المبيعات من يناير وحتى سبتمبر 33 في المئة فقط مما كانت عليه في الفترة المقابلة من 2019 عندما وصلت 308 ملايين دينار.

عدم الانجرار وراء الأسعار الرخيصة

نصحت مصادر في قطاع السياحة والسفر المسافرين بضرورة اختيار المكاتب الموثوقة المعروفة للحجز عن طريقها، وعدم الانجرار وراء الأسعار الرخيصة، ما يكفل لهم راحة البال في حال تعرضهم لأي مشكلة سواء في تذكرة الطيران أو الفنادق، إذ سيجدون من يقف إلى جانبهم ويحل مشاكلهم.

وأوضحت المصادر أن المكاتب الصغيرة قد تخلق مشاكل في السوق على سياق تلك التي حدثت قبل سنتين من إلغاءات لكثير من تذاكر المسافرين.

4 تريليونات دولار خسائر

عالمياً، تكبّد قطاع السياحة والسفر العالمي خسائر بنحو 4 تريليونات دولار منذ بدء «كورونا»، كما يفرض المتحوّر الجديد «أوميكرون» قيوداً على السفر، إذ ألغت شركات الطيران العالمية أكثر من 2.4 في المئة من رحلاتها الجوية خلال الأشهر الأربعة المقبلة اعتباراً من ديسمبر الماضي، في وقت أظهرت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا»، أن شركات الطيران في الشرق الأوسط سجّلت انخفاضاً في الطلب بـ60.3 في المئة خلال أكتوبر.

وتراجعت حركة المرور في شركات الطيران الأفريقية بـ60.2 في المئة خلال أكتوبر الماضي، كما تراجع الطلب على السفر الجوي عالمياً بـ49.4 في المئة، وانخفض السفر المحلي بـ21.6 في المئة. وجاء رفع القيود الأميركية على السفر من 33 دولة، ليُعزّز آمال زيادة الطلب على السفر خلال فصل الشتاء، إلا أن ظهور «أوميكرون» غيّر المشهد مرة أخرى.