يجنون مبالغ زهيدة تشكل دخلهم الوحيد

فقراء نيويورك يكسبون رزقهم من جمع عبوات المشروبات

4 يناير 2022 09:30 م

نيويورك - أ ف ب - يدفع لورنتينو مارين عربته الثقيلة على أرصفة بروكلين، بين منازل الحي النيويوركي الجميلة، خلال جولة يقوم بها هذا المكسيكي العجوز ككل صباح، كما الآلاف من الفقراء في نيويورك، بحثاً عن عبوات وزجاجات بلاستيكية مستعملة، يجمعها ويبادلها ببضع عشرات من الدولارات.

يتوقّف الرجل منهكاً ومحنّي الكتفين أمام كل درج حجري، فيرفع أغطية مستوعبات القمامة، وبيديه المغطاتين بقفازين يروح يبحث في محتوياتها عن ضالته.

كذلك يفتش في العلب البلاستيكية المليئة بالنفايات المتناثرة على الأرض.

ويقول الرجل ذو الوجه المتجعد، والبالغ ثمانين عاماً «أبحث عن عبوات لكي أؤمّن معيشتي».

ويضيف باللغة الإسبانية «أنا لا أتلقى مساعدة، ولا يوجد عمل، لذا على المرء أن يقاتل»، قبل أن يعاود جرّ عربته المليئة بكومة متعددة الألوان من عبوات المشروبات الغازية والبيرة.

ليس لدى لورنتينو ربّ عمل. عندما يفرغ من جولته، يبادل غلته في أحد مراكز إعادة التدوير في المدينة في مقابل خمسة سنتات للعبوة.

أي انه يكسب في اليوم العادي ما بين 30 و40 دولاراً، تكفي ليدفع إيجار شقته البالغ 1800 دولار بمساعدة ابنته التي تعمل في مغسل.

لم يتغير هذا السعر البالغ خمسة سنتات في ولاية نيويورك منذ العام 1982، تاريخ صدور «قانون الزجاجة» Bottle bill، الذي أقرّ بهدف تشجيع المستهلكين على إعادة التدوير.

ويساهم الآلاف في هذا الجهد في نيويورك، وبعض التقديرات تشير إلى أن عددهم يبلغ نحو عشرة آلاف، تُطلق عليهم تسمية canners من can، أي عبوة.

وهم يتولون مهمة جمع هذه العبوات والزجاجات البلاستيكية لكسب مبالغ زهيدة،يشكل دخلهم الوحيد أو يكون مورد رزق داعماً لدخل آخر، من دون أن يتمتعوا بأي حماية اجتماعية مصاحبة للوظيفة.

وبين هؤلاء الرجال والنساء، ثمة كثر من كبار السن، وغالباً ما يكونون من المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة، وتتحدر نسبة كبيرة منهم من بلدان في أميركا اللاتينية أو من الصين.