كلمة صدق

المكتبات العامة تستحق الاهتمام

4 يناير 2022 09:30 م

«المكتبة هي مستشفى الفكر»

(نقش على مكتبة الإسكندرية القديمة).

تبذل الدول المتقدمة والمتطورة تكنولوجياً الكثير من الاهتمام والعناية في المكتبات العامة وتقديم الخدمات المكتبية المختلفة لعامة الناس، ويبذل أصحاب رؤوس الأموال من الأغنياء هناك كثيراً من مواردهم لدعم دور العلم ومنارات الفكر مثل المكتبات العامة.

أندرو كارنيغي، وهو الرائد في صناعة وتجارة الصلب في أميركا، بذل أكثر ثروته في بداية القرن العشرين وهي كانت تقدر بمئات الملايين من الدولارات لدعم الجامعات والمكتبات العامة، بجانب دعم الحكومات الفيديرالية هناك للمكتبات العامة.

هنا في الكويت، تعاني المكتبات العامة من الإهمال، فمرة هي عند وزارة التربية، وأخرى هي بيد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما بين هذا مرة وذاك مرة أخرى تعاني المكتبات من الإهمال لسنوات لحين وضع خطط جديدة للتطوير وتشكيل اللجان لذلك.

المكتبة العامة يجب ألا تتعطل لأي سبب وأي تغيير في الإدارة يجب أن تكون خدماتها مستمرة ومتجددة كحال الجمعيات التعاونية والأسواق، فإن كان في الجمعيات غذاء البدن ففي المكتبات غذاء الروح ونزهة الفكر.

المكتبة العامة لها أهمية كبيرة فهي ملتقى ثقافي لأبناء المنطقة، وفيها يتم توفير الخدمات العلمية لعامة أبناء المنطقة، وهي سند علمي لكل أفراد المجتمع من تلاميذ وطلاب جامعات وعاملين واقتصاديين، بما يفترض أن يكون في المكتبة العامة من مصادر معلومات ومن متخصصين بعلم المكتبات والمعلومات.

إذا قام أحد المسؤولين على المكتبات بجولة على المكتبات العامة وهي بالعشرات، لوجد الكثير منها شبه مهملة وحتى بعضها ليس فيها أجهزة تكييف تعمل، ناهيك عن نقص بالكوادر المتخصصة المباشرة في دعم المتلقين للمعلومة. وقد يكون هناك عذر للعاملين بالمكتبات العامة بعدم القيام بدورهم، مع نقص الموارد المادية بالمكتبة من كتب ودوريات، وأيضاً ضعف الموارد التكنولوجية وأجهزة الكمبيوتر المدعمة بقواعد المعلومات التي تستطيع أن تتيح الولوج على مئات الآلاف من مصادر المعلومات المميكنة في قوالبها التكنولوجية وعبر الفضاء الافتراضي الإلكتروني.

عجيب أمر المسؤولين على المكتبات العامة بوقوفهم مذهولين أمام التطور التكنولوجي، وكأنه غول غاضب نزل على المكتبات العامة، لماذا لا يستفيد المسؤولون عن المكتبات العامة من هذه التكنولوجيا الحديثة بجذب شباب المنطقة وأطفالها وسيداتها إلى مواقع المكتبات العامة المدعمة بتكنولوجيا وبمساندة وخدمات متخصصي المكتبات والمعلومات؟ الذين يجب الاستفادة منهم وجامعة الكويت قد قامت بتخريج مئات من حملة الشهادات العليا في المكتبات والمعلومات، خلافاً لآلاف من خريجي المعلومات والمكتبات من المعاهد التطبيقية والجامعات الخاصة.

ختاماً، هناك حالة جمود طويلة طالت المكتبات العامة، والوضع الحالي فيها يعتبر انتكاسة لمركز علمي وفكري في المجتمع، ومن المفترض أن يكون هناك عناية أكبر لدور ومنارات العلم والفكر.