سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / لا يوم كيومك يا أبي الضيم

1 يناير 1970 04:35 ص
الحرية الحمراء لها بابٌ عظيم لا يطرق الا بيدٍ مضرجةٍ بالدم، والاحرار هدفهم وغايتهم نشر الخير واجتثاث البغي والظلم والاستبداد، لذلك نهض ابوعبدالله الحسين (عليه السلام) في مثل هذا اليوم تهادى موكبهُ على صدى صوت الطرماح:

يا ناقتي لا تجزي من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

في خير ركبان وخير سفري

آل رسول الله آل الفخرِ

حتى حل الركب في ارض كربلاء فوقف ابي الضيم يعظ القوم وينصحهم: «اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً انما لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».

قاوم ابو الاحرار القوم بكوكبة من اهله واصحابه قابلهم بطفله الرضيع فأبوا ان يسقوه الماء بل اسقوهُ سهما محققا فأردى الطفل قتيلا. قاوم ابو الاحرار ومعه الاطفال والشيوخ والنساء من اجل ازاحة الظلم والمحافظة على دين جده ورفع راية لا إله الا الله محمد رسول الله خفاقة.

وقفت اخته زينب بطلة كربلاء في مثل هذا اليوم موقف المرأة المسؤولة في ذلك اليوم العظيم.

فتشاطرت هي والحسين بدعوةٍ

حكم القضاءُ عليهما ان يندبا

هذا بمشتبك النصول

وهذه في حيث معترك المكاره في السبا

تمرد في مثل هذا اليوم الدم وانتصر على السيف واندحر الظلم وولى القوم الظالمون.

في مثل هذا اليوم سقط ابو عبدالله الحسين (عليه السلام) وابناؤه واخوته واصحابه حيث قطعت اجسادهم الشريفة بسيوف البغي والظلم والاستبداد.

عزيزي القارئ الا يحق للمسلمين ان يحزنوا على ما جرى لابي الضيم ومن شاركوهُ في الوقوف ضد الظلم والظالمين في يوم عاشوراء.

ان الشهداء مصيرهم الجنة وهم يرزقون فيها ولكننا لا نشعر بهم.

وثيقةٌ من رسول الله باقيةٌ

يعلو الحسين بها فوق السهى رتبا

حسين مني سراجا مشرقٌ وانا

من الحسين فيا اكرم به نسبا

هذا التراث الذي فاز الحسين به

عن جده لم يرث مالا ولا نشبا



سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي