كأس العرب تُبشّر... بمونديال مميّز

19 ديسمبر 2021 09:30 م

أسدلت قطر الستار على بروفة دسمة لكأس العالم مونديال 2022 في كرة القدم، مع ختام كأس العرب العاشرة بمشاركة 16 منتخباً واختبار 6 من ملاعبها الثمانية المترفة، التي ستستضيف الحدث العالمي للمرّة الأولى في الشرق الأوسط.

على مدى 19 يوماً، استضافت قطر 32 مباراة اختتمت، السبت، بتتويج منتخب الجزائر على حساب تونس بهدفين نظيفين بعد التمديد وحصوله على جائزة 5 ملايين دولار، بمجمل حضور بلغ أكثر من 600 ألف متفرّج، ومشاركة 5 آلاف متطوّع من 90 دولة بينهم 350 من خارج البلاد.

وكانت مباراة قطر والإمارات في ربع النهائي الأكثر حضوراً مع 63 ألف متفرّج على استاد «البيت»، الذي دُشّن في هذه البطولة واحتضن مباراة نهائية حضرها 60 ألفاً.

وأشاد رئيس «فيفا»، السويسري جاني إنفانتينو، بالبطولة خلال اجتماع مع ممثلي سفراء الدول في قطر، قائلا: «شهِدنا في النسخة الراهنة من كأس العرب كيف أن التنافس الدولي أبهر شعوب الدول المتنافِسة».

ويقول مدير إدارة عمليات النقل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عبدالعزيز المولوي إنه تم الانتهاء من «محطة طيران خاصة بالفرق، حيث تم استقبال 15 منتخباً في مطاري حمد والدوحة الدولي».

وعن تعرّض شبكة الـ«مترو» التي عملت 21 ساعة يومياً خلال البطولة، لعطل أجبر المتفرجين على إيجاد حلول بديلة، قال: «حدث عطل لفترة محدودة.

تمت معالجة هذه الأخطاء قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها».

وفيما رأى نائب رئيس العمليات في مونديال قطر، جاسم الجاسم بأن بلاده «تسعى للحصول على دروس مستفادة لتنظيم أفضل كأس عالم»، كشف بعض المشاركين عن ثغرات يتعيّن تحسينها في الحدث العالمي.

وقبل أقل من سنة من المباراة الافتتاحية للمونديال في 21 نوفمبر، تبدو البلاد البالغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة، ورشة ضخمة، حيث تنتشر أعمال الطرق والصرف الصحّي ومواقع البناء في كلّ مكان تقريبا متسبّبة بازدحامات، لكن معظم الأسس باتت جاهزة.

ويجيب مدرب مصر، البرتغالي كارلوس كيروش على سؤال لـ«فرانس برس» حول جهوزية قطر للاستضافة، قائلا: «هناك بعض الأمور يجب تحسينها، أحدها التواصل والتناغم بين الأقسام المختلفة.

المباراة داخل الملعب وهناك آخرون يعملون في الخارج لإنجاحها، لكن الناس في الخارج يتحرّكون في اتجاه ومن هم داخل الملعب يتحرّكون في اتجاه مختلف.

إذا كانت لديّ نصيحة لتوجيهها: نحن بحاجة للتحدّث، لأنه كلما تحدثنا بشكل أفضل كان الانسجام بين الاحتياجات داخل وخارج الملعب أفضل».

لكن مدرب البرتغال وإيران وكولومبيا السابق، أبدى إعجابه بالنسخة العربية «لدينا ظروف رائعة وكل مقوّمات النجاح. بالتأكيد يجب أن تكون قطر فخورة بما فعلته».

وبعد اختباره كأس العالم مرّتين كلاعب، وصف مدرب الجزائر مجيد بوقرة تجربته «لديّ الشعور نفسه حيال الأمور التنظيمية. بصراحة كل شيء على ما يرام وليس على سبيل الإشادة بأحد.

الملاعب والأرضيات رائعة».

وتابع بوقرة المتوّج مرتين بلقب الدوري القطري مع الدحيل (لخويا سابقاً) في 2012 و2014: «يكمن الجانب السلبي الصغير بإقامتنا في فندق واحد مع الآخرين، لكن هذا لن يحصل في كأس العالم.

أعتقد أن كأس العالم ستكون استثنائية».

وأقيمت البطولة في ظل استمرار جائحة «كورونا» وظهور متحوّرات جديدة، بيد أن الملاعب كانت مفتوحة أمام الجماهير، أوّلاً عبر بطاقة المشجعين «فان آي دي» قبل التخلّي عنها خلال البطولة.

ويحلّل الأستاذ المحاضر في جامعة جورج تاون في قطر، دانيال رايشي «لقد أبهرتني قدرة المنظمين على التعلّم من الأخطاء. على سبيل المثال، لم تعمل بطاقة المشجعين بشكل جيّد، فتمّ التخلّي عنها».

وعمّا إذا كان يُعوَّل على كأس العرب لمقارنتها مع المونديال، أضاف: «بشكل عام أعتقد أن الاختبار سار بشكل جيّد، لكن من الصعب المقارنة بين كأس العرب وكأس العالم، لأن معظم الزوار (المشجعين) جاؤوا هذه المرّة من الداخل وفي العام المقبل سيأتون من خارج البلاد».

وفيما تصاعدت وتيرة الحضور الجماهيري في الأدوار الإقصائية، بدا إنفانتينو متفائلا بطاقة استيعابية كاملة خلال المونديال، وقال لقناة «الكاس» القطرية: «ستكون كأس العالم المقبلة بحضور جماهيري كامل، بالطبع. هذا شعوري وأنا متفائل».

اعتقالات في فرنسا
اعتقل 55 شخصاً في فرنسا خلال احتفالات الجماهير الجزائرية بفوز منتخب بلادها بكأس العرب لكرة القدم، بحسب ما ذكرت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن مصدر في الشرطة، امس.

ونشب توتر بين الجماهير الجزائرية والشرطة بعد فوز «محاربو الصحراء» بلقبهم الاول في المسابقة على حساب تونس بهدفين نطيفين بالتمديد في العاصمة القطرية الدوحة.

ووفقاً لتقرير نهائي، صباح امس، اعتقل 32 شخصاً في باريس و23 في بقية أنحاء فرنسا.