«بايبات» بالية وممرات تعج بالقاذورات ومراحيض تفتقر للنظافة

دورات مياه المدارس ... تزكم الأنوف

1 يناير 1970 09:54 ص
| كتبت أمل عاطف |

ينعقد لسان من يرى دورات المياه في بعض المدارس، فالنظافة تتجسد في آخر السطر، مواسير بالية، وممرات ملأى بالقاذورات، وملامح مراحيض، تنبعث منها رائحة تزكم الأنوف، المفارقة ان هناك دورات مياه في بعض المدارس تظل مغلقة على الدوام، ولا تفتح الا عند وجود تفتيش من وزارة التربية، وتاليا تغلق حتى ساعة التفتيش المقبل.

ومع انتشار الامراض في الآونة الاخيرة خصوصا مرض انفلونزا الخنازير يحتم على المدارس النظافة في دورات المياه والفصول الدراسية.

مسؤول في وزارة التربية فضل عدم ذكر اسمه يقول: «ان اي تقرير يصل للوزارة، ويخص الطلبة يؤخذ على محمل الجد، وبناء عليه يتم اجراء اللازم تجاه ما يتضمن التقرير، ومخاطبة المدارس لتعدل اي تقصير لديها».

ويضيف: «ان الاهتمام بنظافة دورات المياه في المدارس مسؤولية مشتركة بين المدرسة والطلبة ووزارتي التربية والصحة».

ويبين: «ان دور وزارة التربية قاصر على رفع مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة وذلك لتجنبهم عدوى الامراض التي تتواجد في مرحاض المدرسة، وهناك رقابة من مشرف الصحة المدرسية على الطلبة وفي حال اكتشاف اي مرض معد يتم ابلاغ الوزارة وعليه يتم عمل اللازم للطالب».

ويقول الدكتور سامر عاشور ماجستير باطنية: «ان دورات المياه العامة والمدارس لا تصلح ان يستخدمها الآدمي، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، فما بالكم بالانسان، والمدارس تحتوي على مرحاض او اثنين فقط بالدور الواحد ما يؤدي الى عدم النظافة اللازمة للطلبة».

ويضيف: «ان دورات المياه في المدارس تفتقر للنظافة وعدم وجود معقمات مثل الصابون والمناديل الورقية، والذكور اقل عرضة للامراض المعدية عن الاناث، وان كانت البيئة غير نظيفة فسينتقل اليهم المرض».

ويؤكد: «ان الوعي لدى المجتمعات العربية ضعيف جدا للامراض التي من الممكن ان تنتشر في مرحاض المدارس وعلى سبيل المثال انفلونزا الخنازير فالجميع يخشى هذا المرض ولكنه في حقيقة الامر مرض من السهل علاجه ولا يستدعي كل هذا التخوف منه».

ويشير الى: «ان مشكلتنا هي الوعي ولا بد من ولي امر الطالب ان يحرص على وجود معقم مع ابنه او ابنته قبل الذهاب للمدرسة لتفادي بعض الامراض، والامراض الاكثر انتشارا في الكويت هي التي دورة حياتها متصلة بتبول الانسان وتنتقل من شخص لآخر مثل الديدان».

ويشرح: «هناك طفلة تبلغ من العمر اربعة اعوام ولديها بثور في جسمها وعرضت على طبيب وأخطأ في التشخيص وعندما جاءت عندي فوجئت بوجود «جرب» وعندما سألتها هل لديكم حيوان في البيت فقالت لا ولكن ارى فئرانا بالمدرسة وهذا يدل على عدم وجود وعي صحي بالمدارس».

وعن الامراض المعدية التي تنتقل للطلبة في المدارس عن طريق دورات المياه يقول عاشور: «هناك الالتهاب الكبدي الوبائي بأنواعه وأمراض الجهاز الهضمي مثل الديدان والنزلات المعوية والتهاب المسالك البولية وبعض الفطريات والامراض الجلدية وهذا يعتمد على عدم النظافة في المرحاض بالمدارس».

آلاء محمد، طالبة بالصف العاشر في مدرسة بنات بحولي تقول: «امتنع عن استخدام دورات المياه داخل المدرسة تخوفا من الاصابة بأمراض معدية، وان بعض زميلاتها في المدرسة يعانون من امراض معدية وصعوبة في التبول من عدم نظافة دورات المياه».

وتوافقها في الرأي منال عطية، طالبة الصف السابع بأن دورات المياه قذرة وغير صحية ما تسبب لنا امراضا فنضطر الى عدم الذهاب للمرحاض حتى نذهب الى بيوتنا».

ويوسف، طالب الصف الخامس في مدرسة الثانوية، يعتقد انه اصيب بالعدوى داخل المدرسة من عدم نظافة دورات المياه، وانه اصيب بارتفاع في درجة الحرارة واصفرار وفقدان الشهية وعند الكشف عليه من قبل الطبيب المختص اكتشف انه مصاب بالتهاب بكتيري معد وذلك يرجع لعدم نظافة دورات المياه بالمدرسة».

محمد شالاتي احد اولياء الامور يؤكد: «ان ما تعانيه المدرسة خيبة أمل لنا، فأين الرقابة من وزارة التربية على الحمامات خصوصا للبنات ما يسبب لهن تفشيا للامراض الخطيرة، فالمدرسة لا بد ان تهتم بالمراحيض لأنها تسبب بعض الامراض منها مرض انفلونزا الخنازير الذي تسبب في وفاة اكثر من طالبة».

هشام محمود يقول: «اصيبت ابنتي وعمرها عشر سنوات بالتهاب بكتيري حاد وذهبت بها للطبيب حيث اكد لي السبب يرجع للمرحاض غير النظيف وسأل الطبيب ابنتي حيث ردت بأن الحمامات قذرة وغير نظيفة وبها روائح كريهة دائما وعمال النظافة لا يبدون اهتماما بالنظافة».

ويناشد: «وزيرة التربية الدكتورة موضي الحمود بأن تعطي تعليمات لجميع مدارس الكويت بالحرص على نظافة الحمامات، خصوصا ان الطلبة يقضون وقتا طويلا بالمدرسة ومن الصعب الابتعاد عن دورات المياه طيلة هذه الفترة فعلى كل مديرة مدرسة ان تقوم بمراقبة يومية لمجرد دقائق لا اكثر حرصا على ابنائنا».

محمد المطيري يرى «ان دورات المياه في المدارس غير صحية ولابد من تشديد الرقابة عليها، وابنتي تمتنع نهائيا عن دخول دورات المياه في المدرسة لأنها غير نظيفة».

منى الشمري تقول: «ان اولادها في المدارس يعانون من دورات المياه الملوثة خصوصا المرحاض الافرنجي ما يجبرهم ذلك على عدم دخول تلك الحمامات حتى نهاية الدوام المدرسي، وعلى كل ولي امر ان يعلم اولاده الاسلوب الامثل للنظافة الشخصية ويكون لديه منظفات بشنطة المدرسة ومناديل ورقية للنظافة وعدم الانتظار بأن يتحقق الحلم وتكون دورات المياه بالمدارس نظيفة كما هو مطلوب».

محمد غياض يؤكد «ان المدارس لا تهتم الا بالمصاريف الدراسية فقط وغير مبالية بصحة الطلبة في المدارس، ومن يتأخر عن دفع المصروفات المدرسية يعاقب ولا يأخذ شهادته الدراسية ومن الممكن ان يصل الامر لعدم دخول الطالب الامتحان ولكن في المقابل لا توجد خدمات تذكر للطلبة من قبل ادارة المدارس، وان وزارة التربية لا تهتم حاليا بالمدارس، ونحن نطالب بتشديد الرقابة على المدارس الخاصة التي تستغل اولياء الامور بدفع المصروفات وعدم وجود مدرسين اكفاء او نظافة بدورات المياه بالاضافة الى تكدس الطلبة في الفصل الواحد ليصل الى 40 طالبا او اكثر في الفصل ما يسبب نقل العدوى بالامراض المنتشرة».