اختيار الخصم القديم لميركل رئيساً لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي

18 ديسمبر 2021 02:49 ص

اختير فريدريش ميرتس، الخصم القديم للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، رئيسا لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ الذي يواجه أزمة منذ هزيمة مدوية تكبّدها في الانتخابات التشريعية دفعته للانتقال إلى صفوف المعارضة.

وفاز النائب البالغ 66 عاما بنسبة 62،1 في المئة من أصوات أعضاء الاتحاد المسيحي الديموقراطي أمام مرشحين آخرين أحدهما مقرب من ميركل هو هيلغه براون (12،1 في المئة) ونوربرت روتغن (25،8 في المئة) بحسب النتائج التي أعلنها الأمين العام بول زيمياك.

وسيسعى ميرتس إلى إعادة الحزب إلى نهجه التقليدي المحافظ بعدما أرست ميركل نهجا وسطيا، وسيتعين عليه العمل على إنهاض «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» الذي مني بهزيمة مدوية في انتخابات 26 سبتمبر حين سجل أسوا نتيجة في تاريخه (18،9 في المئة) بعدما قاد البلاد مدى 16 عاما.

وهذه الهزيمة غير المسبوقة دفعت أرمين لاشيت، خليفة ميركل في رئاسة الحزب، إلى تحمّل مسؤولية الهزيمة والتنحي من المنصب بعد أقل من عام على توليه.

وسينتقل الحزب الذي حكم ألمانيا مدى 16 عاما إلى المعارضة للسنوات الأربع المقبلة في مواجهة حكومة ائتلافية يقودها الحزب الاشتراكي الديموقراطي مع الخضر والحزب الليبرالي.

وفور اختياره رئيسا للحزب، أقر ميرتس بأن الاتحاد المسيحي الديموقراطي في «حالة طوارئ» منذ ثلاث سنوات قائلا «يجب ألا يتكرر ذلك».

بالنسبة لهذا الحزب الذي هيمن على الحياة السياسية الألمانية بعد الحرب، هو ثالث تغيير في قيادته في ثلاث سنوات بعد وزيرة الدفاع السابقة انغيريت كرامب-كارينباور وأرمين لاشيت. وفشل ميرتس في كل مرة.

وشارك في التصويت الذي أجري للمرة الأولى على طريقة الاقتراع المباشر نحو 250 ألف عضو من أصل 400 ألف، علما بأن الانتخاب الفعلي لفريدريتش ميرتس سيجرى في 21 و22 يناير خلال مؤتمر لحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي.

ولم يوجّه ميرتس انتقادات مباشرة إلى ميركل، لكنّه لا يخفي رغبته في تغيير النهج الذي أرسته.

وكان قد أكد مطلع العام في حديث لصحيفة «شبيغل» أن الاتحاد المسيحي الديموقراطي «سواء أراد أو لا عليه أن يخرج من عباءة ميركل». وتعود المنافسة بينه وبين ميركل إلى مطلع الألفية الثالثة حينما كان الحزب يسعى لطي صفحة هيلموت كول.

ففي العام 2002 بعدما تولت رئاسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، انتزعت ميركل من ميرتس رئاسة الكتلة البرلمانية للحزب بعدما قادها مدى عامين.

وفي العام 2009 انسحب ميرتس من الحياة السياسية لكنّه لم يتخط التهميش الذي تعرّض له. بعدها انخرط في القطاع المالي وعمل محاميا في مكتب كبير في دوسلدورف وراكم الملايين ومناصب النفوذ في كبريات الشركات الألمانية.

ويمتلك ميرتس طائرتين، يقود إحداهما بنفسه، وتخلى العام الماضي عن منصبه في شركة بلاكروك الرائدة في إدارة الاستثمارات.

وتعرّض ميرتس الذي يقر بأنه «مليونير» لانتقادات حادة على خلفية اعتباره أنه ينتمي إلى «الطبقة الوسطى العليا».

وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان ميركل تخليها عن رئاسة الحزب في العام 2018، فجّر ميرتس مفاجأة بإعلانه عزمه على الترشح لخلافتها. وبعدما مني بسلسلة هزائم نجح في نهاية المطاف في مسعاه.

وميرتس نائب أوروبي سابق (1989-1994) ويشدد على اقتناعه الراسخ بالوحدة الأوروبية ويؤيد مقترحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح الاتحاد الأوروبي.

واقتصاديا، تعتبر توجّهاته ليبرالية، علما بأنه رفض في الماضي وضعه في خانة الليبراليين الجدد.

ويسعى ميرتس إلى استعادة الحزب ناخبيه الذين انتقلوا إلى كنف اليمين المتطرف، علما بأنه معارض لسياسة فتح الحدود أمام المهاجرين التي اعتمدتها ميركل في العام 2015.