«طق يا مطر طق» ... أهزوجة «التقحيص» والاستعراض الجنوني

انشودة المطر... «يلا شباب نستعرض»

1 يناير 1970 06:42 م
| كتب غانم السليماني |

يتثاءب المساء، ويتساقط المطر زخات زخات، ويتهامس المراهقون ويلج سؤالهم، اي شارع غطاه المطر، تراثيا لم تعد اغنية «طق يا مطر طق» تستهوي الشباب الذين يستقبلون زخات المطر بالتجمهر عند الدوارات والساحات الاسفلتية ليشاهدوا حلبات الاستعراض والتقحيص الجنوني على وقع عويل الاطارات اذ يقوم بعض الشباب بالاستعراض مستغلين تبلل الاسفلت بمياه الامطار ما يسهل في عملية دوران السيارة بانسيابية، الامر الذي يشكل خطورة بالغة في حال انحراف السيارة ما يسبب حوادث خطيرة اضافة إلى الاصوات المزعجة والعالية التي تصدر من السيارة.

«الراي» فتحت ملف الاستعراض في موسم الامطار ومخاطره وخرجت بهذه الحصيلة.

في البداية قال مهدي العنزي: «التقحيص في المطر يعتبر واحدة من الهوايات من خلال تشفيط وتقحيص الشباب فأيام الرابطة ما كنا نشوف تقحيصا في الشوارع ومن يوم «شالوا» الرابطة والمضمار، قمنا نشوف الشباب بالشوارع يفرغ طاقته بشكل غير قانوني وغير آمن، فالشباب يحبون هذه الهواية بعد اغلاق الرابطة اصبح الشباب يزعجون خلق الله بالشوارع».

واضاف «الشباب ما عندهم اماكن مخصصة لهم، الشباب الكويتي يعاني من وقت فراغ قاتل ما عنده شي يسويه غير انه يقحص افتحوا لهم نوادي فعلوا هالطاقة الدفينة بالشباب بشيء ينفعهم حاولوا تفهموا الشباب صدقني الضغط عليهم ليس حلا».

من جانبه قال مرهي البادي: «بالقرين قطعة 1 دوار عند مدرسة عيد بداح المطيري هالدوار مشهور كل ما طق مطر الشباب يستعرضون واحلى تقحص لي نص الليل ومنطقة جابر العلي سواء طق مطر ولا ما طق 24 ساعة الشباب يقحصون فيها واذكر مرة كنت بطوف الدوار ورأيت سيارة داخلة عكس السير من الدوار صاحبها كان داخل عكس ويقود بسرعة 140 كيلو مترا في الساعة ورافع السايد ودعمني دعمة قوية جدا طبعا الدوريات «سلامات بصراحة مادري شنو موقعهم من الاعراب وليش ما يتواجدون فيه ويمنعون المهازل».

وافاد دائما كل ما احد يذكر سالفة التقحيص، الشباب يأتي ذكر اغلاق «رابطة هواة السيارات»، الصراحة انا ماني مقتنع ان السبب وراء استعراض السيارات هو ان ما كو مكان مخصص لهم انهم يستعرضون يمكن هالكلام ينطبق على الشباب اللي يروحون مناطق بعيدة وشوارع خالية عشان «يتسابقون»، اما الشباب اللي يغلق التقاطعات والدواوير عشان يستعرضون ويمشون جيباتهم على تايرين، لو تفتح لهم رابطة وحلبة فورميلا هم ماكو فايدة. يريدون ان يلفتوا الانظار امام الكل.

واضاف انا واحد كنت اروح «الرابطة» من سنة 1992 وعارف نوعية الشباب (اغلبهم بالثلاثين وفوق) اللي كانوا يشاركون بالرابطة والسيارات اللي يشاركون فيها (متعوب عليها من الناحية الميكانيكية) النوعيات اللي قاعد اللي تقحص هالايام ما كانت تحضر الرابطة نهائيا.

فالموضوع محتاج حزم وجدية من المرور بالتعامل مع المستهترين. وما دورنا إلا نتحسب عليهم وعلى الازعاج اللي يسببونه لنا والخطر اللي يعرضون حياة الناس له.

من جانبه، قال عبدالوهاب الخالدي غاضبا «ما ذنب الناس اذا الرابطة تسكرت هل تسكير الرابطة يعني انك تستهتر وتعرض حياة الناس للخطر واستغرب من الناس اللي توقف الشارع او تسكره عشان تستعرض ما فكروا ان في حالة طوارئ ممكن تكون بالطريق او واحد عنده مشكلة».

وافاد لا بد من غرامة بمبلغ محترم وحبس وسحب السيارة هذه العقوبة اللي اتمنى تتطبق عليهم من مسؤوليننا، لما يقحص بالشارع وبين الناس هذا ما يعتبر استهتارا بحياة هالناس، ضامن انه ما راح يدعم له سيارة، ضامن ان سيارته ما تزلق ولا تنحرف ولا يصير فيها.

واكمل الخالدي دعنا من السيارات التي بالشارع لماذا التقحيص بين البيوت ما يفكر ان هالبيوت فيها ناس مريضة ومحتاجة للهدوء ما يفكر ان فيها ناس تدرس وما تقدر تركز بسبب هالازعاج ما يفكر بالناس اللي موجودة داخل هالبيوت وقاعد يؤذيهم حتى داخل الكليات يقحصون «انا ادخل من كلية التكنولوجيا واذهب على جامعة الكويت اشاهد تقحيصا».

من جانبه قال بوضاري اقول لمن يقحص بالمطر يا اخي بالله استعرضت وزلقت فيك السيارة ودشيت بسيارة وذبحتلك عايلة كاملة شتسوى عليك؟

بالله استعرضت وزلقت فيك السيارة ودشيت بالرصيف وانقلبت السيارة وتحرولت او انشليت لا سمح الله شتسوى عليك؟

واضاف ان سحب السيارات وعمل الضبطيات المفاجئة مو حل لقضية الاستعراض بالشوارع فهي هواية حالها حال كرة القدم والقراءة فالشباب بحاجة إلى توجيه وارشاد وتوفير اماكن مخصصة وليس ترهيبا وتخويفا باجراءات عشوائية غير مدروسة.

من جانبه، قال يوسف الكندري ان المراهقين يقومون باستغلال شوارع المنطقة وتجمع وتجمهر ويقومون بحركات استعراضية في الطريق واغلاق مداخل بعض المناطق، فلا احد يرحمه او يقدر هوايته سواء من الدولة او من الاهل بل حتى المجتمع يرفضنا وينظر الينا بأننا مجموعة من المراهقين او المزعجين غير المرغوب بهم رغم ان هواية السباق تعتبر من الهوايات العالمية وهي رياضة معترف بها دوليا لكن عدم وجود تشجيع ودعم ومقر مجهز واندية من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة والجهات المسؤولة جعل العملية عشوائية.

ويتابع الكندري ان هواية السباق (المقاوم) تتم بين الشباب للاثبات ان والله سيارتي اسرع من سيارتك وهي في الغالب ما تكون على رهان يتم وضعه عند حكم معين بينهما وتقوم سيارة بقطع المسافة على امتداد الطريق حيث تقاس على عدد اعمدة الانارة وبالغالب ما تكون من نصف كيلو (500 متر) إلى 1000 متر (كيلو) والرهان اما يكون على مبلغ من المال واما على رنغات السيارة الاخرى مع توايرها وعلى السيارة ذاتها ويكون في الطرق السريعة كطريق العبدلي او طريق السالمي او طريق الوفرة. ويكشف الكندري بعضا من اسرار هذه الهواية قائلا ان بعض السيارات تكون ملغومة وهذا حق مشروع كإضافة «كام» او «سيستم» او «السوبر شارجر» ولزيادة الاندماج والاستمتاع تجد البعض يضع «سيستم اقزوز» او «هدرز» او تجد ماكينة سيارته نوع استروكر اضافة إلى استخدام الغاز.

ويؤكد الكندري حرصا منه على السلامة نبتعد عن المناطق السكنية ونتجه إلى الطرق البعيدة لكي نمارس هوايتنا دون مطاردات من رجال الامن الذين كثيرا «ما يخربون علينا» جمعتنا ويفركشون «المقاوم» السباق. ويكشف الكندري ان الشباب لهم شبكات عبر الانترنت ومواقع خاصة بهم واتصالات ولكل «مفحط» جمهور وكراج يختص لتجهيز السيارة له والجو والمكان وكأنه عمل تجاري يتعاونون جميعا لإنجاحه.

اما ابو بدر احد اولياء الامور له نظرة خاصة حيث يعيد الاستهتار والرعونة التي يقوم بها الشباب من التفحيط إلى الاهل والتربية فالشباب كالمادة الخام حيث تشكلها تنتج فإن اتجه الشباب إلى التعلق بالمساجد وحب الله وطاعة الوالدين ووجد لنفسه هواية مفيدة تفيد مجتمعه منذ الصغر وبمتابعة ولي الامر لوجدته بعيدا عن التقحيص لكن المشكلة بنا نحن اولياء الامور، ويروي لنا ابو بدر قصة احد الشباب الذي كان يزعجه باستمرار قائلا: كنت كلما اعود من العمل واخلد للنوم يأتي احد الشباب القاطنين بالقرب من منزلنا لديه سيارة قام بعمل ثقب بالاكزوز وكل يوم يأتي امام منزلي ويضغط البانزين فيخرج هذا الصوت المزعج وبمجرد خروجي له لا اجد منه إلا دخان سيارته واستمرت الحال اكثر من اسبوع وذهبت.