خواطر صعلوك

مما تعلمته في «إكسبو 2020 دبي»

16 ديسمبر 2021 09:20 م

مفهوم الاستدامة، ظهر في السبعينات مع ارتفاع عدد سكان الأرض وأزمة الطاقة، وانتعش في بداية التسعينات تحت فكرة تنمية بيئية قابلة للحياة... إلى ان تم ادراج مبادئ التنمية المستدامة في الاهداف التنموية في الأمم المتحدة 2015.

دورالدول في ان تستجيب لحاجيات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة والوفاء بحاجياتها.

تُعرف التنمية المستدامة نظرياً بانها مفهوم اجرائي يسمح بتقويم المخاطر، واخبار الرأي العام وتوجيه العمل السياسي في محاولة نحو انسنة الاقتصاد وتوجيه نحو احترام البيئة.

في «إكسبو 2020»، وفي جميع الأجنحة هناك فعالية ثابتة، وفعاليات متغيرة طوال الشهور الستة وهي مدة المعرض.

من ملاحظتي لجناح الاستدامة في «إكسبو 2020 دبي»، أن الدول قدمت الاستدامة بثلاثة أشكال مختلفة ولكنها متكاملة ما جعل المفهوم أكثر اتساعاً:

الأول: استدامة البيئة الطبيعية والنباتات والغابات والأنهر وخفض مستويات الكربون.

الثاني: استدامة الطاقة وكيفية استخدامها بشكل رشيد وعقلاني.

الثالث: استدامة المورد البشري والحرف والثقافة والهوية وتوريثها للأجيال القادمة.

في اليوم الأول، زرت الجناح الكويتي الذي قدم تاريخ الوطن، مع لمحات عن البيئة الطبيعية وحيواناتها، وتاريخ البترول ونماذج مصنعة يدوياً عن بعض القطع الأثرية للحضارة الهلينستية في جزيرة فيلكا.

ثم تنقلت في جناح الفيلبين حيث وجدت اعتزازهم باختلاط الأعراق على مدار 4000 سنة، وتجد هدية الفيلبين للعالم وهي عرقها البشري الذي يعتبر أكثر الشعوب الودية على وجه الأرض، كذلك الجناح الفنزويلي كان حريصاً على ايجاد المجد في عرقه البشري المُختلط، معتبراً أن استدامة نابعة من هذا الخليط المتميز من الشعب الأصلي الذي يمثل 4 في المئة ومع الشعب المُتحضر الذي يمثل 96 في المئة.

الجناح القطري كان يُسوق لكأس العالم مع عرض للمحات من تاريخ الدولة، الجناح الأوزبكستاني قدم تاريخاً لأهم العلماء المسلمين الذين خرجوا من بطن أرضه وثقافته، مثل البيروني والإمام البخاري، وأهم فنون الخطوط الغربية واللوحات الفنية وصناعة السجاد.

سنغافورة، جعلت زوار جناحها يعيشون تجربة دخول أحد غاباتها، حيث احاطت الزوار بالزرع الأخضر من كل جانب.

الجناح البرتغالي يضع في وجهك هذا الشعار بمجرد الدخول إليه «عالم في بلد واحد، وبلد في كل وجه»، وهو شعار متصالح مع تعدد الأعراق والثقافات هناك، رغم أن البرتغال فيها أكثر من 83 عائلة نواخذة عريقة خاضوا البحار السبعة.

الجناح البرازيلي، لم يكن على مستوى فريق كرة قدمه، فكل ما قدمه في معرض إكسبو هو بحيرة صغيرة فيها أرجوحة، وصورة كبيرة تدعو للتبرع لغابات الأمازون.

الجناح السويدي، الملتزم بمستقبل مستدام جلب معه من السويد مجموعة كبيرة من الأشجار وغرسها في الأرض ليجعل منها ديكور المكان.

تعلمت في «إكسبو2020 دبي» أن كل دول العالم لديها ما تقوله وتقدمه، وأن المبادرات الفردية من المواطن هي العمود الفقري للمستقبل، وأن الاستدامة الأهم هي في قدرتنا على توريث هويتنا لأبنائنا بما يناسب معطيات العصر.

الإبداع في الدول لا يُقاس بحجمها الجغرافي، بل بقدرتها على التقبل والتعايش مع اعراقها المختلفة.

الصين، رغم كبر حجمها إلا أنها تفتقر للإبداع والخيال والموهبة، الفيلبين أكثر ابداعاً... البرتغال وسلوفينا تعيشان بقيم تدفعهما للأمام.

الجناح اليمني، رغم بساطته إلا أنه يحمل الكثير جداً من الدلالات والإشارات التي تخبرك أنهم فعلاً عنوان الحكمة وأهل الكرم... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@