على الهواء

القصة في الأدب الشعبي

15 ديسمبر 2021 10:00 م

طرح المؤلف د. حسين يوسف الحاتم هذا السؤال: لماذا لم تتم دراسة الحكاية الشعبية في الكويت؟

في ألمانيا وقبل قرن من الزمان اهتم (فريد ريش فون) بالموروث الشعبي من القصص على أسس علمية، من كتبه «عالم الحكاية الخرافية» في مجلدين في عامي 1953 - 1954.

كما اهتم الأخوان غريم دوُليم ويعقوب في عامي 1785 - 1863 بالموروث الشعبي في بلادهما، وبحثا في قصص الأطفال الخُرافية، التي ترويها الأمهات والجدات.

وظهرت في إيطاليا حكايات عدة قبل عهود ماضية بين عامي 1550 و1554، وتأثر الغرب الأوروبي بقصص عربية خيالية بتأثير حكايات (ألف ليلة وليلة).

ومن القصص الخيالية عن المخلوقات الطائرة والمجنحة تناولتها الأفلام وصارت متعة للأجيال الحديثة.

وفي الآداب العربية الشعبية التي وردت في الملاحم والسّير التي كان يرددها الحكواتية في مقاهي ونوادي القاهرة والشام، قبل ظهور الإذاعة والتلفزيون.

قام بإحياء الموروثات القصصية الأستاذ أبوطلال الحمراني... (حاولتُ الاتصال به فلم يمكنني الاتصال التلفوني للتهنئة على أسلوبه الشيّق وحسن ربط الفواصل مع إجادة تقليد اللهجات الشعبية العربية).

أعود إلى الدكتور حسين الحاتم، حيث تطرق إلى ترجمة «لكليلة ودمنة، لابن المقفع» ومعروفة عند كُتّاب الغرب «بالليالي العربية» كما ذكرها أ. حلمي بدير في تأثير الأدب الشعبي العربي بآداب الغرب الحديثة.

وحكاية قَتْل كُليب على يد جسّاس وحرب داحس والغبراء التي قالت الروايات الشعبية إنها دامت 40 سنة، وهي حرب قبيلتين لا يعتقد أنها تطول أكثر من أيام، أما الحروب الدولية فكما علمنا أن «الأولى» و«الثانية» دامتا هكذا... الأولى 1914 - 1918 والثانية 1939 - 1945.

وقالوا إن اليهود تاهوا في بادية سيناء 40 عاماً، الآن يجتازها ساكنوها البدو للدخول إلى مصر أو الأردن وبلاد الشام أياماً عدة سيراً على الأقدام... هكذا بالغوا في أيام السفر والحروب التي دامت مدة طويلة بين القبائل وحكايات صاغها أهل اليمن في حكايات سيف بن ذي يزن، وهجرة الشعب اليمني بعد انهيار سد مأرب فيه حقيقة طوقتها حكايات خيالية، وجرت حكايات وأشعار في مصر تغنت بعظمة النيل وأثره في بناء الحضارات حول النيل العظيم، وكان الحكواتية في بلاد الشام التي تصوّرتها الآن المسلسلات التلفزيونية ولم تخل فلسطين بتاريخها العربي السحيق من روايات خيالية ارتبطت بأشجار الزيتون التي عاشت مع الشعب.

وفي الخليج العربي حكايات ارتبطت مع الصحراء والبحر... وأساطير أخذوها من الآداب الفارسية، كما كنا نسمع البحارة انه يظهر لهم مخلوق من البحر يُدعى «بو درياه» يتحدث مع البحّارة ان لم يقذفوا له من زادهم وطعامهم، وذلك لإضافة الخيالات لحياتهم الشاقة مع البحر حيث يلاقون الصّعاب مع البحر ووحوشه... يطول المقام مع كتاب القصة في الادب الشعبي، والدكتور حسين يوسف الحاتم، وأسلوبه الجميل في الخيال العلمي البديع.