بالقلم والمسطرة

آخر ورقة والعقول المغلقة!

13 ديسمبر 2021 10:00 م

في كل فترة، نسمع عن التقدم في الدول الأخرى وليس في العالم الغربي فقط، بل في الدول الخليجية القريبة منا و بالأخص في ما وصل إليه البعض من سرعة إنجاز المعاملات الحكومية باستخدام التطبيقات المتطورة للأجهزة الذكية، ومنها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً إمارة دبي.

وما قرأناه في الصحافة عن الإنجاز النوعي بنجاح حكومة دبي في التحوّل إلى حكومة لا ورقية بالكامل، لتصبح بذلك الأولى من نوعها على مستوى العالم، تحقيقاً لرؤية من قبل، وتنفيذاً للهدف الاستراتيجي الذي تم تحديده قبل 4 سنوات. وأن آخر معاملة حكومية ورقية ستكون في العام 2021، إذ تسعى السلطات لتحويل الإمارة إلى «مدينة ذكية» تعمل في ظل بيئة خالية من الورق، تعتمد بشكل خاص على التطبيقات الهاتفية، وهي مرحلة جديدة في مسيرة دبي هدفها رقمنة الحياة بكافة جوانبها، استناداً إلى مفاهيم الابتكار والإبداع واستشراف المستقبل وحصل ذلك بالفعل.

ونبارك لهم هذا التطور وتلك القفزة التكنولوجية النوعية، وتعليقي على ذلك أنه فعلاً وصول وإنجاز للهدف المنشود، وبالطبع نتيجة وضعه ضمن إطار زمني وفي وقت محدد، ويكون مصحوباً بالخطط والدراسات الواقعية والرؤية المستقبلية والإرادة الحقيقية واتخاذ القرار، والمهم ألّا يترك هذا الهدف بشكل هلامي وافتراضي من غير تحديد ومن غير خطوات ملموسة ابتدائية ونهائية.

وللأسف، في واقعنا المحلي وإن كانت لدينا بعض التطبيقات الجديدة وبعض المحاولات لتطبيق وتسهيل حدوث ما يسمى الحكومة الإلكترونية ولكننا مازلنا في عالم المعاملات والأوراق التي تستنزف وقت وجهد المراجعين و(التواقيع) والأختام بالألوان المختلفة، والتي تنفصل بكل تأكيد عن التطور العالمي و(الماراثون الدولي) للحاق بركب التقدم!

ونحن نتمنى أن يكون لدينا تغيير، وللأسف كنا ومازلنا نشاهد كثرة الزحام في الجهات الحكومية، وانشغال المراجعين بالكم المزعج للأوراق والمعاملات، أو ربما يحضر المراجع ويسمع المقولة التراثية (السيستم لا يعمل). وبالطبع فإن وجود (كرفانات) الطباعة وبجانبها المولدات الكهربائية وكانت بكثرة من قبل، وكأنك في مخيم صحراوي. وأيضاً يجب تسريع البطء الشديد في الدورة المستندية للمشاريع الحكومية والناتج عن كثرة وتعقيد المراسلات في ما بينها وجمل متكررة مثل (كتابنا إليكم) و(كتابكم إلينا)، لذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه، وهو لماذا لا نبدأ بالتنفيذ الحقيقي لإصلاح ذلك؟ مع كثرة الحكومات والبرلمانات المتعاقبة! لتجنب الروتين والبيروقراطية والإجراءات والمراسلات التقليدية والاجتماعات والكتب المتكررة والمخاطبات وجمع التواقيع بين الجهات والوزارات، كأنك تجمع تموراً في مزرعة نخيل ولكن قد يكون التمر جافاً غير مفيد! أو كأننا في مسابقة لأجمل الأختام، فإلى متى يستمر الوضع؟!

لذا، يجب مواكبة المثل الإيجابي في دبي للتخلص من آخر ورقة ليكون التعامل الإلكتروني بالكامل على العكس من تفكير البعض لدينا، وإصرار البعض من ذوي العقول التقليدية والمغلقة بالاستمرار بالتعامل البدائي بالأوراق وما فيها من أخطاء في بعض الحالات لتكون على حساب مصالح ووقت البلاد والعباد، لذلك يجب أن يكون لدينا تفعيل حقيقي وشامل للتعامل الإلكتروني، وتحقيق الكلمات الإنشائية الطريفة والعجيبة مثل (الميكنة) و(الرقمنة) وإن شاء الله نظل متفائلين لعلى وعسى أن يحدث التطورالمنشود يوماً ما، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw