ربيع الكلمات

هل خططت... للعام الجديد ؟

8 ديسمبر 2021 10:00 م

نحن الآن في الشهر الأخير من السنة، وقريباً سندخل العام الجديد، وكما يقول ستيفن كوفي: «لكل جهد منظم عائد مضاعف»، لذلك لا بد على الإنسان الحصيف أن يخطط لحياته ويضع له أهدافاً يسعى لتحقيقها في مختلف جوانب الحياة ويجعلها عادة في حياته، والذين يخططون يحققون ما يريدون في هذه الحياة، لأن القاعدة تقول ما تفكر فيه تحصل عليه، وحياتك من صنع أفكارك.

والإنسان في هذه الحياة يحتاج إلى أن يحدد أدواره ويضع لنفسه رؤية ورسالة، ويسأل نفسه ما هي أهدافه بالحياة، سواء كانت على المستوى العملي أو العائلي أو الشخصي أو العملي، وقد يمر بمواقف عديدة، ولكن تبقى هناك نقطة تحول في حياة الإنسان أو المنعطف الذي ساهم مساهمة فعّالة في تغيير حياته وسلوكه وفكره، وهي تختلف من إنسان إلى آخر.

اسأل نفسك: ماذا أريد من حياتي، وما طموحاتي، وإلى أين أريد أن أصل؟ قم بالإجابة عن هذا السؤال بكل شفافية، صدق أنك بحاجة ماسة إلى شيء من الهدوء كي تضع خطة واضحة لمدة أيام، ولكنها ستحدث فرقاً كبيراً في إنجازاتك وتحقيقك للأهداف التي وضعتها، لا تماطل لأنها حياتك وهي تستحق أن تفكر فيها وتعمل وتجتهد لأجلها.

التسويف هو العدو الأول للإنسان، لدرجة أن هناك كتباً خاصة ترشدك للتخلص من هذه الآفة، ومثال على التسويف يقول الشاب عندما أكبر، وبعد أن يكبر يقول عندما أتزوج، وبعد الزواج ينتظر الأبناء، وما هي إلا سنوات ويخرج للتقاعد ويتحسّر على الأيام التي لم يفعل ما كان يفكر فيه، فهل تحب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص، أم أنك ستخطط لحياتك وتستمتع بها أكثر؟

وتذكر أن النجاح في الحياة هو ثمرة تخطيط وجهد ومثابرة وعمل دؤوب، أما الفشل فالسبب الأساسي له هو عدم التخطيط والاستسلام لمنطقة الراحة، وأكبر مشاكل الناس في عدم التخطيط هو العيش بعشوائية، فاستسلم لعادات يومية يفعلها من دون وعي يذكر، ويقول الأديب مصطفى صادق الرافعي: «إن لم تزد على الحياة شيئاً، تكن أنت زائداً عليها».

يجب كتابة الأهداف الخاصة بالسنة الجديدة على الورق، حتى تستطيع تحويلها إلى أهداف أسبوعية صغيرة، وكما يقول بيتر دراكر: «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته»، ولكي تحاسب نفسك على تحقيق هذه الأهداف ومدى التزامك فيها.

ويذكر ستيفن كوفي في كتابه «القيادة المرتكزة على المبادئ» أن مشكلة الفشل المزمن الذي يعاني منه معظم الناس عندما يشعرون في مرحلة ما من مراحل حياتهم بالعجز عن تحقيق الأهداف المطلوبة هو بسبب سيطرة عادات سيئة على هؤلاء الناس، والأفضل استبدالها بعادات أكثر فعالية.

ومهم أن تكون أهدافنا وخططنا المستقبلية مبنية على المبادئ والقيم، لأنه من دون هذه المبادئ والقيم لا يمكن النجاح على المدى الطويل، بحيث تكون الرؤية والرسالة والأهداف مبنية على هذه المبادئ والقيم، وعلينا أن نفكر جيداً كما يقول ستيفن كوفي «الأداء السريع ليس بديلاً للأداء الصحيح».