فلسفة قلم

... من بنت السويد إلى السودان

2 ديسمبر 2021 10:00 م

في عام 1985، حكم السودان رجل من ذهب، اسمه المشير عبدالرحمن سوار الذهب، بعد أن انحاز للانتفاضة الشعبية ولم يبق في السلطة إلا عاماً واحداً أدار فيه البلاد، ثم سلم السلطة طواعية إلى المجتمع المدني، ترك الكرسي فاحبه شعبه، وخلد اسمه في التاريخ-رحمه الله.

وفي السويد قبل بضعة أيام، قدمت رئيسة وزراء السويد المنتخبة ماغدالينا أندرسون استقالتها بعد أقل من 12 ساعة من توليها المنصب بسبب فشلها في تمرير مشروع الميزانية، قائلة «لا أريد أن أرأس حكومة مطعوناً بشرعيتها».

وما بين سودان الماضي، وسويد الحاضر، ما أكثر المتشبثين بالكراسي.

استقالة رئيسة الوزراء السويدية التي نالت ما نالت بانتخابات نزيهة، وعدم اكتراثها لأعلى منصب بدولة متقدمة في كل الاصعدة، كان فقط لتحافظ على سمعتها ونزاهتها، فعلاً يحتاج منا هذا الفعل وقفة تأمل وحسرة، لندرك لماذا تقدموا وتأخرنا.

أما في سورية، وليبيا، واليمن على سبيل المثال لا الحصر، كان ثمن البقاء على الكرسي الملايين من القتلى والجرحى، واما في لبنان هذا البلد الصغير الجميل، ففاق حب الكراسي فيها حب بيروت، يتقاتل من اجلها (الكراسي لا بيروت) أمراء الحروب ويتوارثونها جيلاً بعد جيل.

وبذكر السودان، فإن المشهد اليوم ليس كما البارحة، إذ تبدّل الحال وصار المنتفض هو المجلس العسكري الذي استولى على السلطة المدنية، وادخل بلاده في نفق مظلم، واقتصاد بلا ذهب.

فضحتنا بنت السويد... فما نتقاتل ونتآمر لنجلس عليه بلا شرعية، ولا وطنية، أدارت له ظهرها شقراء اسكندنافيا في أقل من 12 ساعة، ولسان حالها يقول حب الوطن يفوق حب الكراسي.

hamadaljedei@