على الهواء

ترحيل المناسبات الدينية وأمور أخرى

21 نوفمبر 2021 10:00 م

قامت وزارة الأوقاف بترحيل المناسبات الدينية إلى أيام لا صلة لها بها، لفك ارتباط الشعب بالمناسبات الدينية... هذه المناسبات التي كان يحييها الشعب في احتفاليات صاخبة تذكّر الناس بأعظم المشاعر والبطولات التي تيسرت للرسول الأعظم، عليه الصلاة والسلام، بهداية الله سبحانه، ليعلي بالرسالة الإسلام على الدين كله. المناسبات الدينية التي كان يحييها الشعب في المدارس النظامية ظهر فيها فهد العسكر، وعبدالمحسن رشيد البدر وآخرون.

كانت تقام في المباركية والأحمدية والشرقية، ومدارس أخرى كالمنابر العالية التي ارتقاها رجال الدين من البعثة الأزهرية المصرية وكان من أعضائها في مراتب العلماء، والبعثة الفلسطينية، البعثتان كان لهما الفضل في نشر الثقافة وتطوير التدريس من البدائية إلى مناهج متقدمة وأقامتا الاحتفالات بالمناسبات الدينية المرتبطة بذكرى الرسول عليه السلام... الهجرة، والمولد، والإسراء.

وتولت وزارة الأوقاف إلى جانب أعمالها الجليلة التي تُشكر عليها... اجتهادات تعرف قديماً بالحسبة، القريبة من المباحث الآن حتى راقبت وزارة التربية لتغير مناهجها، وتدخلت في اختصاصات وزارة الإعلام.

تدخلت وزارة الأوقاف في مناهج وزارة التربية وغيرت في مسالك الحجيج التي كانت تسلكها قوافل الحج في قصد الذهاب إلى المسجد النبوي.

منذ أوائل التاريخ الاجتماعي... انشغل بعض المسلمين في حديثين ان كانا لمناسك الحج، (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، من باب التحبب للرسول (ص) والحديث الآخر (مَن حج ولم يزرني فقد جفاني).

عُرفت قوافل الحج مع أول نشأة البلاد، منذ أن كانت وسائل النقل بواسطة قوافل الجمال والخيول إلى سيارات الشحن، ثم اتخذت الحافلات في مسالك الحجاج تبدأ أولاً بزيارة مسجد الرسول تحبباً وليس من مناسك الحج فعطلتها وزارة الأوقاف، وهناك من امتنع لذاته في احتساب مقام الرسول كقبر من القبور، وتدخلت وزارة الأوقاف في مناهج وزارة التربية من إضافة وحذف ما في الكتب الدينية، وإقحام المواضيع الدينية في كتب القراءة والتاريخ والعلوم الاجتماعية.

كما تدخلت في أعمال وزارة الإعلام، كنت أنا في اللجان السابقة والحاضرة لمراقبة الكتب، فإن استعصى على اللجنة قديماً أمر فقهي، حوّلناه إلى وزارة الأوقاف. والآن دخلت وزارة الأوقاف في جهات رقابية عديدة... على نظام الحِسبة والحِسبة والمحتسب كنظام المباحث الدينية... حتى خلقت معارضات شعبية، ودخلت كتب تكفيرية أو دُسّت أمور فيها المختلف والمؤتلف من مذاهب، وكان خطر هذه الكتب مثل حمل الأسلحة في الشوارع، حتى صارت هذه الكتب خالقة للمتفجرات، وهي وسائل خلقتها المباحث الغربية لما درسوا تاريخ المسلمين منذ القرن السابع الهجري وما قبل ذلك منذ فجر الإسلام من حروب طاحنة بين المسلمين والمسلمين، راح ضحيتها أكثر من مصادماتهم مع غير المسلمين... كل فئة ترى نفسها الأفضل ولا تريد عليها حسبة ورقابة.