حروف باسمة

خير كامن ونضارة دائمة

15 نوفمبر 2021 09:35 م

الأرضُ هي مهد الإنسان ينشد إليها لأنها هي مكان مولده، ويأخذ من تراثها الأصالة، ويسعد بمناظرها الجميلة، وهي تحتوي على بيئات متنوعة فيها الخير كله، ولا بد أن يحافظ على هذا الخير بعدم الاعتداء على ما تحويه البيئة من مكامن الخير.

لذلك، فقد اهتمت المنظمة الأممية باتخاذ السادس من نوفمبر يوماً دولياً لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية.

ورغم أن البشر يحصون دائماً خسائر الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن وسبل الحياة، تبقى البيئة في كثير من الأحيان ضحية غير معلنة للحروب، فقد تم تلويث آبار المياه وأحرقت المحاصيل وقطعت الغابات وسممت التربة وتم قتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية.

ما أقسى الإنسان تجاه أرضه، وما تضم من خير ونعمة يبددها من أجل الوصول إلى غاية تقضي على خير متنوع لتحقيق هدف يريده، وذلك باستخدام القوة من أجل الصراع.

وجد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ما لا يقل عن أربعين في المئة من الصراعات الداخلية خلال السنوات الستين الماضية كانت مرتبطة باستغلال الموارد الطبيعية، سواء كانت موارد ذات قيمة عالية مثل الأخشاب والماس والذهب والنفط، أو موارد نادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه.

كما تم التوصل أيضاً إلى أن فرص تأجج النزاعات تتضاعف إذا كانت مرتبطة بالموارد الطبيعية.

وتولي المنظمة الدولية أهمية كبرى لضمان إدخال العمل المتعلق بالبيئة في الخطط الشاملة لمنع نشوب النزاعات وصون السلام وبنائه، حتى يعيش الإنسان في بيئة آمنة مستقرة يحافظ فيها على البيئات المختلفة، وما تشتمل عليه من خير ونعمة ونضارة لتنعم الحياة بمناظر خلابة ترتاح إليها الأنفس، ويجد الناس في أعمالهم من أجل بلوغ الهدف.

والناس يغدون ويروحون في بيئاتهم من أجل إسعاد بعضهم بعضاً، بالإشارات الخلاقة والهدي الرشيد والنصح الواضح.

إذا فُقد أحد، فان أحبابه يفقدون معه إشاراته الطيبة وهديه الرشيد،

في الأسبوع الماضي فقدنا أخوين كبيرين هما الدكتور بدر عبدالرزاق الشمالي، وهو البارع في الأمراض الصدرية، له فكره الواضح وعمله الدؤوب وهديه الرشيد.

وفقدنا أيضاً الأستاذ المربي الفاضل عنزان طاهر الوزان، هو مُعلّم فاضل ربى أجيالاً، كان معلماً ووكيلاً وناظراً، له فكر في التربية وإدارتها نسأل الله الكريم أن يرحم الفقيدين برحمته الواسعة.

اللهمّ بارك لبدر الشمالي وعنزان الوزان في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لهما واخلف على أهليهما وأحبائهما بالصبر والسلوان.

إنك ولي ذلك والقادر عليه.

رأيت بني الدنيا كوفدين

كلما ترحل وفد حلّ في اثره وفد

وكل يجد السير عنها ونحوها

فيمضي بذا نعش ويأتي بذا مهد