من الخميس إلى الخميس

جمهورية مصر العربية

10 نوفمبر 2021 10:00 م

أيام قضيتُها في جمهورية مصر العربية، رأيتها بعين المحايد فشعرتُ أن هذا البلد العربي الكبير يسير بالطريق الصحيح، بنية تحتية مذهلة لا سيما في الطرق السريعة والمحيطة بالعاصمة والتي جعلت التحرك داخل وخارج القاهرة أمراً مختلفاً عن الماضي، مختلف تماماً، القوة الاقتصادية تتسلسل بهدوء وسعر صرف العملة يتحسن، المدن الجديدة تنتشر حول العاصمة، الشعب المصري يتغير اجتماعياً، زمان أيام دراستنا هناك، في حقبة السبعينات، كانت الأُسر المصرية لا تحب السكن بعيداً عن الزحمة، اليوم تبيع الأسر شققها المطلة على النيل للسكن في فيلا راقية في تجمعات خارج الضجيج.

قليلة تلك البلاد العربية التي تطور حالها، فدول الخليج التي قفزت سريعاً للأمام ومعها مصر والمغرب تكاد تكون هي الدول العربية الوحيدة التي يمكن أن تُلاحظ فيها التغير الواضح عن الماضي، معظم العواصم العربية توقفت حركتها عند حقبة الستينات، وإذا زُرتَها لا تجد فيها تغيرات تُذكر سواء بالبنية التحتية أو بالتمدد المعماري، أو حتى بالتطور الفكري والثقافي، بل إن هناك أوطاناً عربية نتمنى اليوم لو أنها توقفت عند تلك الحقبة القديمة، فسورية ولبنان والعراق مثال حي على تلك الدول، وهي الدول التي عصفت بها السياسة والأحزاب فتركتها هشيما تتقاذفه الصراعات.

إن مصر إضافة مهمة للأمة العربية، وما رأيتُهُ فيها جعلني أستغرب تلك الحملات الشرسة التي تُظهر السلبيات فقط، وتتغافل عن ما رأيته ولمسته من تطور واضح فيها.

لا شك أن كل بلد في العالم لديه مشاكله حتى في دولنا الخليجية الغنية تجد من يعاني سواء في الدخل أو السكن أو البحث عن وظيفة، والدخول في تفاصيل المعاناة الفردية أو حتى الجماعية يجب ألّا يحجب المحاولات الجادة التي تصنع التغيير وتسعى للحاق بركب التقدم العالمي، وهذا ما يحدث في مصر، فهناك توجهٌ واضح للمحافظة على مكتسبات الشعب والدخول في تعاون ومنافسة مع العالم، وهي منافسة إيجابية تُبقي البلد في حالة حركة مستمرة وتمنع الجمود الذي هو سر تخلف الأوطان.

في أوطاننا العربية، السياسة أحيانا تَسبِقُ الوطن، وهذه أكبرُ مصائبنا، فهناك من يسعى لهدم الوطن لخلاف سياسي، والمفترض أن السياسة تعمل لصالح الوطن، فهو الأصل وما عداه وسائل لخدمته.

زيارتي، كانت عشرة أيام تذكرتُ فيها أيام دراستي ومواقف جميلة ما زالت تعيش داخلي، ودعوت لهذا البلد الشقيق أن يوفقه الله لكل خير وأن يمنع عنه الفتن ما ظهر منها وما بطن.