وجع الحروف

وداعاً... ذعار الرشيدي

8 نوفمبر 2021 09:35 م

عند تلقي خبر وفاة الأخ الغالي ذعار الرشيدي، لم أجد قولاً سوى «إنّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب»... هذا ما أرسله لعائلته الكريمة وأبنائه ومحبيه وزملائه وكل من عرف الإنسان ذعار الرشيدي...!

أخذت كتابه «الحرف 29» وسرحت مع الذاكرة طيلة معرفتي به منذ أكثر من 30 عاماً.

في السنوات الأخيرة، كان يعاني من مرض في الأعصاب وتبعه السرطان، وكان مبتسماً راضياً بقضاء الله وقدره... هو ذاته ذعار، الذي عرفت وعُرف عنه إلى وقت قريب... قبل أشهر قليلة كان وبعد تجاوز المرض يتابع الآثار التي خلفها العلاج ولم يتوقف عن الكتابة!

من يعرفه يعلم علم اليقين بأن هذا الإنسان وجد في داخله مفاهيم «المرجلة والصراحة والشفافية»... يصدقك القول «عجبك ما أعجبك... كيفك».

ولهذا السبب استمرت محبتي له مدة ليست بسيطة مما يعدون.

قد تعرف شخصاً معيناً لمصلحة، أو صلة قرابة أو من أي نوع من مسميات العلاقات الإنسانية التي تربطك بطرف آخر، لكن أن تعرف شخصاً لكونه صادقاً معك ويكتب ما يملي عليه ضميره وإن كان في بعض الأحيان «يزعل» البعض، لكنه التزم بالموضوعية والشفافية.

بدأ في النقد الأدبي وتحول إلى صحافي ثم كاتب صحافي ومقدم برامج تلفزيونية... تجد الجرأة في طرحه وتلتمس الاحترافية في أسئلته، وهو نمط قلما نجده في كثير من الإعلاميين والصحافيين لدينا.

أحياناً تحاول أن تكتب في رثاء أحد والديك وأعمامك وعماتك أو شخص له مكانة عندك.

وقد سبق أن تذكرت والدي الغالي العم فلاح الحجرف وابنه الغالي مبارك - رحمة الله عليهما - لكنني أجد كإعلامي وصحافي هذه المقالة مختلفة، فقد جمعت في الرثاء جمع الجانب الشخصي والمهني.

العمر يمضي وإذا أتى الأجل فلا راد لأمر الله... ولهذا السبب كثير ما أوصي المحبين ومن تربطني علاقة بهم أن يلتزموا الحياد في الطرح، وقول كلمة الحق، وإن وجد الفرد نفسه في خانة «الحيرة» أو أي من الحسابات التقليدية التي انتشرت في السنوات الأخيرة

كـ «كمجاملة» أو «كيل المديح لشخص لا يستحق» أو «غض البصر عن مخطئ»... فالتزام الصمت أفضل.

ذعار الرشيدي توفي والده وهو في المستشفى طريح الفراش...

وها نحن نودع ذعار أبا محمد، وأسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجمعه بوالده - رحمة الله عليه - في الجنة.

الزبدة:

توفي ذعار الرشيدي، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وعند المرور بالمقابر تذكّروا السلام على مَن توفاه الله بالقول: «السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi