أسهم صلاح تُحلّق... في بورصة «الكرة الذهبية»

26 أكتوبر 2021 10:00 م

رفع مهاجم فريق ليفربول الإنكليزي لكرة القدم، المصري محمد صلاح، أسهمه في المنافسة على «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم بتسجيله «هاتريك» في شباك المضيف مانشستر يونايتد، وقاد فريقه الى فوز تاريخي بخماسية نظيفة، قبل ساعات من إغلاق التصويت على الجائزة التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية.

وضرب صلاح عصفورين بحجر واحد، حيث سجّل نقاطاً مهمّة في منافسة نجوم بارزين على «الكرة الذهبية» يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وزيادة الضغط على ناديه ليفربول الرافض للرضوخ إلى مطالبه المالية لتمديد عقده.

وانتهز صلاح، ثالث أفضل لاعب في العالم في جوائز الاتحاد الدولي العام 2018، الفرصة أمام «يونايتد» لإقناع المصوّتين، بأحقيته بالمنافسة على «الكرة الذهبية»، وبأنه أفضل لاعب في العالم راهناً، فحسم الفوز التاريخي بثلاثية وتمريرة حاسمة.

وبحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية، فإن 25 في المئة من الصحافيين المُخوّل لهم بالتصويت، انتظروا نهاية المباريات الكبيرة التي شهدها، الأحد، وكان أطرافها المرشحون لـ«الكرة الذهبية»: مانشستر يونايتد-ليفربول في إنكلترا، برشلونة-ريال مدريد في إسبانيا، إنتر ميلان-يوفنتوس في إيطاليا، ومرسيليا-باريس سان جرمان في فرنسا.

إحصائيات مخيفة تلك التي يُسجّلها «الفرعون الصغير» في الدوري الإنكليزي، حيث حطّم عدداً من الأرقام، فهو أول لاعب على الإطلاق في تاريخ الـ«بريمير ليغ» يُسجّل «هاتريك» في «أولد ترافورد»، أول لاعب في تاريخ ليفربول يُسجّل في 3 مباريات متتالية خارج الديار ضد «يونايتد» وأفضل مسجّل في تاريخ النادي في دوري أبطال أوروبا (31 هدفاً).

كما رفع غلته في الدوري إلى 107 أهداف في 167 مباراة، وبات أفضل هدّاف أفريقي في تاريخ الـ«بريمير ليغ» بدل العاجي ديدييه دروغبا، وبتألقه منذ مطلع الموسم، حيث يتصدّر لائحة الهدّافين في الدوري بـ10 أهداف، فإن هذه الأرقام مرشّحة للزيادة في الأشهر المقبلة، كما سجّل 12 هدفاً مع 5 تمريرات حاسمة في 11 مباراة هذا الموسم.

أرقام ألقت بظلالها على رونالدو الذي لم يتمكن حتى الساعة من تصويب مسار مانشستر يونايتد، ميسي الذي لم يظهر بعد بمستواه مع فريقه الجديد باريس سان جرمان الفرنسي، وبنزيمة الذي لم يترك بصمة في الـ«كلاسيكو».

إنجازات صلاح، دفعت بالنجم السابق لليفربول مايكل أوين، للإشادة به: «ماذا يمكن أن نقول أكثر؟ لاعب استثنائي. يمكنه تسجيل الكثير وبأساليب مختلفة. يفعل ذلك في المباريات الكبيرة. تريد أن تكون إلى جانب هؤلاء اللاعبين وتقول لنفسك، نعم، إنه في فريقنا. إنه في أفضل حالاته، واثق. للقيام بما يفعله أمام 70 ألف شخص (في أولد ترافورد)، يتطلّب الأمر الكثير من الشجاعة».

بدوره، كال صحافي قناة «كنال بلوس» الفرنسية، أنتوني توبيلم، المديح للمصري: «كل شيء يلمسه يتحوّل إلى ذهب يوم إغلاق باب التصويت على الكرة الذهبية. يا لها من رسالة. عندما ترتدي قميص ليفربول وتسجل ثلاثية في أولد ترافورد، لا يمكنك فعل أفضل من ذلك لجعل الكوكب كله يفهم أنك راهناً أفضل لاعب في العالم. ربما ليس في 2021، لكن في الأسابيع الأخيرة، ليس هناك شك».

وصنّف مكتب «سكاي بيت» للمراهنات صلاح في المركز الثالث على لائحة الترشيحات (6/1)، خلف ميسي (8/13) وليفاندوفسكي (5/2)، مع اقتراب موعد الإعلان عن الفائز بالجائزة في 29 نوفمبر.

يمتلك صلاح أوراقاً رابحة بين يديه، لكن ربما ليست كافية خصوصا فشله مع فريقه في إحراز الألقاب هذا العام.

وسجّل صلاح 32 هدفاً هذا العام مع 8 تمريرات حاسمة، مقابل 54 هدفاً و7 تمريرات حاسمة لليفاندوفسكي، المتوّج مع بايرن ميونيخ بالدوري ومونديال الأندية و«الحذاء الذهبي»، و40 هدفاً مع 14 تمريرة حاسمة لميسي المتوّج بكأس إسبانيا و«كوبا أميركا» وهدّافها.

في المقابل، سجّل بنزيمة 35 هدفاً مع 13 تمريرة حاسمة، وتوّج مع منتخب بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية، فيما سجّل رونالدو 39 هدفاً مع 4 تمريرات حاسمة، بينها 13 هدفاً مع منتخب بلاده محطماً الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية الذي كان بحوزة الإيراني علي دائي، فضلا عن تتويجه بلقبي كأس إيطاليا والكأس «السوبر» الإيطالية.

ويبقى الأهم في تألق «الفرعون»، زيادة الضغط على ناديه ليفربول للرضوخ إلى مطالبه لتجديد عقده، الذي سينتهي في صيف 2023.

وتشير تقارير إلى أن صلاح يطلب بين 350 ألفاً و500 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، وهو ما يرفضه النادي، الذي لا يرغب في تخطّي سقف الرواتب من أجل صلاح، لاسيما وأنَّ الأخير سيبلغ من العمر 30 عاماً في يونيو، علما أنه يحصل راهنا على 200 ألف.