من منظور آخر

ماذا عن شهر أكتوبر؟

17 أكتوبر 2021 09:10 م

من خلال عملي لسنوات عدة في مجال فحص الثدي، لاحظت ازدياداً في أعداد المقبلين على الفحص في شهري سبتمبر وأكتوبر، ويعود الفضل إلى حملات التوعية بمرض سرطان الثدي، الحملات الهادفة التوعوية بشكل عام تزيد من الوعي، قد لا يؤمن بها الكثير إلا أن لها أهمية كبيرة في مجتمعاتنا.

أكتوبر هو شهر التوعية عن سرطان الثدي، ويعتبر أكثر الأمراض انتشاراً في جميع أنحاء العالم، ففي أميركا على سبيل المثال يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء الأميركيات بعد سرطان الجلد، وبشكل عام لدى المرأة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 12 في المئة، أي امرأة واحدة من 8 نساء يصبن بهذا المرض ولو لمرة طوال فترة حياتهن، إضافة إلى ذلك، هناك احتمال بنسبة 1 من 38 أن تموت واحدة من سرطان الثدي، وبالتالي فإن زيادة الوعي مهمة للغاية، حيث إن الفحوصات المنتظمة تساعد في الكشف المبكر عن أنسجة الثدي السرطانية، ومع التشخيص والعلاج المناسبين في المراحل الأولى يمكن أن يكون سرطان الثدي أحد أكثر أشكال السرطان قابلية للعلاج.

تشمل العلامات الأكثر شيوعاً لسرطان الثدي ما يلي: نتوء في الثدي أو الأبط، تورم أو سماكة الثدي كله أو جزء منه، تهيج جلد الثدي، ألم مستمر في الثدي، احمرار أو تقشير أو سماكة في جلد الحلمة أو الثدي، انكماش الحلمة أو افرازها، تغير في حجم أو شكل الثدي.

من المهم أن تعرف ان أورام الثدي إشاعة خاصة عند النساء في فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية، هناك العديد من أنواع الكتل المختلفة التي ستكون موجودة، لكن ليس بالضرورة أن تكون معظمها أوراماً سرطانية، فالكثير منها أورام حميدة، مثل الكتل اللينة المليئة بالسوائل وتتحرك بسهولة تحت الجلد، وعادة ما تكون غير مؤلمة، أو التكيسات الليفية التي تؤدي إلى الألم، لذا يجب على كل امرأة أن تجري فحوصات شهرية للثدي عن طريق فحص mammogram للوقاية من هذا المرض.

من المهم أن تعرف كذلك بأن كونك امرأة هو بحد ذاته عامل الخطر الرئيسي لسرطان الثدي، حيث ينتشر المرض بشكل شائع عند النساء في سن 55 وما فوق، وهناك عوامل أخرى كثيرة لا يمكن السيطرة عليها مثل التاريخ الشخصي أو العائلي للمرض، وكثافة الثدي، وتاريخ الدورة الشهرية، كذلك نمط الحياة يعتبر مؤشراً خطراً، مثل استخدام حبوب منع الحمل، والعلاج الهرموني بعد انقطاع الدورة الشهرية، والولادة، واستهلاك الكثير من الكحول، والوزن الزائد، وقلة الاستقرار.

وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطر لا يعني أن المرأة ستصاب بسرطان الثدي، على الرغم من أهمية معرفة جميع عوامل الخطر خصوصاً تلك التي يمكن السيطرة عليها، لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي يوصى بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل بكثافة معتدلة أو 75 دقيقة بنشاط شديد، علاوة على ذلك عدم تناول المشروبات الكحولية لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومن الضروري إجراء فحص دوري للثدي لدى المراكز المتخصصة أو المستشفيات.