على الهواء

الشاعر عبدالمحسن محمد الرشيد البدر

13 أكتوبر 2021 09:40 م

- دَعْ عنك أنّك من أهل الكفاءاتِ ما الفوزُ إلّا لأصحابِ الوساطاتِ

شاعر جدّد في الشعر منذ منتصف الأربعينات واحتوى شعره على فلسفة، ورؤى صوفية، مشاعره في الوطنية القومية بارزة، أدخل في شعره فنوناً شعرية في الغزل والشكوى والحرمان.

وقال في امتداد الأيدي على أموال الدولة وتفشي (الوساطة) حتى صاغها شعراً وجرت مثلاً بين الناس.

ولد عبدالمحسن الرشيد البدر في الحي القبلي من مدينة الكويت العاصمة في شهر صفر من عام 1346 هجرية، الموافق لشهر أغسطس عام 1927.

بدأ دراسته في طفولته عند الكُتاب.

في عام 1937 دخل المدرسة القبلية النظامية، درس فيها إلى الصف الرابع الابتدائي، حسب التسمية القديمة، ما قبل الثانوية حسب المناهج المصرية القديمة، والذي يقضي الابتدائية يؤهل للتدريس في الروضة والتمهيدي، أو يدخل كاتباً في إحدى دوائر الدولة، ثم درّس عبدالمحسن الرشيد، في المباركية التي أكملَ فيها التعليم إلى مرحلة الثالثة الثانوية، قبل أن تكتمل إلى السنة الرابعة.

مارسَ الشاعر عبدالمحسن الرشيد مهنة التدريس في المدرسة الأحمدية، عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين.

ومكث في التدريس أربع سنوات ليخوض تجربة التجارة، بين الكويت وإيران، ما دفعه إلى تعلم اللغة الفارسية والإحاطة بآدابها.

دعوتُ الشاعر عبدالمحسن لتقديم مجموعة من الأحاديث في الإذاعة الكويتية عن شعر عمر الخيام، وأشار فيها إلى الجوانب الفلسفية والصوفية، ما انعكست على أشعاره، واحتوت على مرايا فلسفية.

خلال عمل الشاعر عبدالمحسن الرشيد في التدريس بإدارة التربية، التحق بدورات تدريبية في الجامعة الأميركية ببيروت، وفي مقر اليونسكو هناك، كما حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس من إنكلترا، ومثّل الكويت في بعض المؤتمرات التربوية.

الشاعر عبدالمحسن، أحد مؤسسي نادي المُعلمين، وله الفضل في تأسيس رابطة الأدباء الكويتيين في 1964 - إلى 1965، وكان من مؤسسي الرابطة وتولى رئاسة الرابطة.

ومن أشعاره:

(الوساطة والمال)

دَعْ عنك أنّك من أهلِ الكفاءاتِ

ما الفوزُ إلّا لأصحابِ الوساطاتِ

هي المطايا التي يُرجى الوصولُ بها

إلى منالِ مطاليب وغايات

كم جاهلٍ مُستفيض الخرق نالَ بها

بالسعي ما لم يَنل أهلُ الدرايات

فإن تطلّبتَ في العلياءِ منزلةً

شمّاءَ أوفَتْ على الزُّهرِ العَليّاتِ

لا تقطع العُمرَ سعياً في تَطلُّبِها

فالأمرُ أهون من جُهدٍ ومَسعاة!

اخترْ لنفسكَ ذا جاهٍ ومنزلةٍ

وكلُّهم جاهلٌ جمّ الحماقاتِ!

وانسُج نحوه أثواباً مُنمّقةً

من المديحِ كما يهوى جميلات

زيّنه في ناظر بالحُمق ممتلئ

وكن له حين يرنو خيرَ مرآةِ

تنل على كتفيهِ ما طمحتَ له

من دوحةِ المجدِ أغصاناً رفيعات