اجتهادات

«مال ورمال»!

25 سبتمبر 2021 10:00 م

استثمارات كويتية بين مطرقة السياسة وسندان سوء الإدارة، عنوانها العام عشرات الفرص الضائعة وملايين الدنانير المسروقة، ومليارات فقدتها الدولة بسبب أشخاص كانوا من المفترض أن يكونوا مؤتمنين على أموال الدولة ومصالحها، إلا أن الواقع كان غير ذلك! هذا باختصار ما احتواه الكتاب الرائع (مال ورمال) لفيصل حمد العيار.

كتاب، تضمّن قضايا كثيرة شغلت الرأي العام، وبعضها ما زال، إلا أنّ تفاصيلها الدقيقة غيبت عن الشارع، إما عن عمد أو لسبب آخر! لذا فإن خفاياها ظلت غائبة لسنوات طويلة! قضية شراء شركة سانتفي، وشراء حصة مؤثرة في شركة بريتش بتروليوم، وصفقة الكي داو!

والأكثر حزناً من كل ذلك، قصة استثمارات إسبانيا، والتي شهدت أبشع صور الاستغلال ونهب المال العام والاستفادة من المناصب لتكوين ثروات ضخمة، ما نجم عنها خسائر بمليارات الدنانير على حساب المال العام والمواطن الغلبان! لتتبخر معها استثمارات الدولة وتتوزّع بين حفنة الحرامية!

ولا شك أن هذا الكتاب يعد علامة فارقة في تاريخ الاقتصاد الكويتي، لأنني كنت وما زلت أتساءل عن دور رجال الأعمال وقياديي القطاع الخاص في توثيق تاريخ الاقتصاد الكويتي والاستثمارات المحلية والخارجية، وما زلت أرى أنه ينقصنا الكثير من التفصيل والبحث للوقائع والأحداث التي هزّت الكويت اقتصادياً!

برأيي الشخصي أن هناك مسؤولية اجتماعية وأدبية وفكرية على الكثير من قياديي القطاع الخاص في سرد تاريخ بعض الأحداث المهمة التي مرّت على الدولة، لنستلهم منها العِبر، ونستفيد من دروسها، ونعرف ماذا حدث، ومن المسؤول عما حدث؟ والأهم من ذلك، حتى يعرف الجيل الحالي كيف حدثت؟

قضايا أخرى كثيرة نفتقد نحن تفاصيلها، أبناء الجيل الحالي، تحتاج للبحث والتوثيق، بعضها كنا صغاراً عندما حدثت كأزمة المناخ، وبعضها الآخر عندما كنا في بداية شبابنا، كالأزمة الاقتصادية عام 2008 والتي شهدت خسائر بمليارات الدنانير وإفلاس لشركات، وإنهاء لإمبراطوريات كانت تشكّل مراكز اقتصادية ضخمة في الدولة، ولأشخاص كنا نعتقد أنهم قياديو المرحلة المقبلة للاقتصاد الكويتي، لتتبخر معها بالتبعية أموال المساهمين في تلك الشركات، وغيرها الكثير من القضايا التي لا يسع المجال لسردها والتي نحتاج أن تظهر بتفاصيلها للعلن من خلال كتب جديدة تثري الساحة الاقتصادية، والله من وراء القصد!