منظمة «بروبابليكا» الأميركية تتراجع بعد يومين عن اتهاماتها

«واتس اب»... هل يتجسس على رسائل مستخدميه؟

16 سبتمبر 2021 09:40 م

بين تأكيد ثم نفي للتأكيد ذاته، باتت الإجابة عن عنوان الخبر حائرةً! فلقد ثارت موجة من الجدل عندما نشرت منظمة «بروبابليكا» الإعلامية الأميركية تقريراً استقصائياً عبر موقعها الإلكتروني أكد أن تطبيق التواصل الاجتماعي «واتس اب» الذي تمتلكه وتديره شركة «فيسبوك» لا يحترم خصوصية مستخدميه، وأنه يتجسس على الرسائل المتبادلة بينهم في مخالفة لمبدأ السرية التامة الذي يتعهد به ذلك التطبيق.

لكن سرعان ما قامت المنظمة ذاتها بعدها بيومين فقط بنفي ذلك التأكيد! وما بين التأكيد ونفيه، ظهرت علامات تعجب وتكهنات ذهب بعضها إلى القول بأن المنظمة ربما تكون قد قامت بتكذيب نفسها وتراجعت عن كلامها بعد اتفاق «من تحت الطاولة» مع شركة «فيسبوك» المالكة لتطبيق «واتس اب» الذي يستخدمه نحو ملياري شخص حول العالم ويؤكد مشغلوه دائماً على ضمان حماية الخصوصية بين طرفيّ أي محادثة.

منظمة «بروبابليكا» غير الربحية كانت أوضحت أنها أعدت تقريرها الأصلي استناداً إلى وثائق وبيانات ومقابلات مع عشرات من موظفي ومقاولي «فيسبوك» الحاليين والسابقين، وأنها خلصت من خلال كل ذلك إلى أن «واتس اب» أقل خصوصية مما يظن مستخدموه.

وهذا التقرير هو نتاج أول تحقيق من نوعه يكشف تفاصيل ومدى قدرة مشغلي «واتس اب» على فحص رسائل وبيانات المستخدمين وتحليل كيفية استخدامهم لتلك المعلومات.

وفي صيغته الأصلية (قبل تعديله)، حذر التقرير من أن «فيسبوك» دأبت بطرق متنوعة منذ استحواذها على تطبيق «واتس اب» في العام 2014 على التلاعب في صمت وسرية بالضمانات الأمنية الشاملة التي تتعهد بها علناً لمستخدمي التطبيق.

ورأى التقرير الأصلي أن سياسات الخصوصية التي تنتهجها شركة «فيسبوك» إزاء «واتس اب» تختلف بشكل ملموس عما تمارسه في تشغيل تطبيق «فيسبوك»، وأن الأمر يثير تساؤلات ملموسة بسبب عدم كشف الشركة إلا تفاصيل قليلة عن ذلك.

لكن بعد مرور أقل من يومين على نشر التقرير، فاجأت المنظمة الجميع عندما أضافت إليه تصحيحاً اكتسب «نكهة الاعتذار»، حيث أقر ذلك التصحيح بالوقوع في «خطأ غير مقصود أدى إلى حدوث التباس»، ونفى ادعاء انتهاك «واتس اب» للخصوصية، وأشار إلى أنه تم إدخال تعديلات على صياغة التقرير لتوضيح أن «واتس اب» لا ينتهك السرية بين الطرفين و«لا يفحص سوى الرسائل التي تأتيه بلاغات ضدها من مستخدمين آخرين يعتبرونها رسائل مسيئة».

وما بين «التأكيد» في الخبر الأصلي و«التصحيح» اللاحق زادت حيرة مستخدمي تطبيق التراسل الأشهر.