على عيني وراسي «العروبة»... ولكن أهل الكويت أولى

12 سبتمبر 2021 09:35 م

على عيني وراسي لبنان

على عيني وراسي أهل لبنان

على عيني وراسي العروبة

على عيني وراسي القومية

على عيني وراسي الشعارات الرنانة الجوفاء التي ما فتئت تلتهم أموال الكويت منذ ستين عاماً... ولم تشبع بعد منها، تلتهمها كما تلتهم ألسنة اللهب الهشيم.

على عيني وراسي دورنا القومي ودورنا العروبي ودورنا الإقليمي ودورنا الأممي، وحتى دورنا الصاروخي ودورنا في مجرة درب التبانة.

ولكن... على عيني وراسي الكويت أكثر، وعلى عيني وراسي أهل الكويت أكثر.

الناس على استعداد لتفهم وتقبل الصعوبات المالية التي تواجهها الميزانية العامة للدولة، والناس على استعداد للتضحية ببعض مزاياهم، بل هم على استعداد للتضحية بأرواحهم فداء للكويت إذا حجت حجايجها.

ولكن، كيف أقنعهم وأنا «أفسفس» الأموال ذات اليمين وذات الشمال؟ كيف أقنعهم وأنا أعطي الغير وأحرم عيالي؟ وهم يعرفون أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع كما يقول المثل.

شكراً للزميلة جريدة «الجريدة» نقلها هذا التصريح لرئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي الذي أعلن فيه أنه تواصل مع الكويت لإعادة إحياء قرض خطة الكهرباء، فقد نبّهتنا ونبّهت الناس إلى ما ينويه الغير تجاهنا... وكيف ينظرون إلينا كخزينة تملؤها أوراق البنكنوت.

ونصيحتنا للحكومة قبل أي خطوة مندفعة أن تفعل التالي:

اعطوا الصفوف الأولى مكافآتهم.

ادعموا بنك الائتمان.

أنجزوا «المطلاع» و«جنوب خيطان» و«جنوب سعد العبدالله» وكل المناطق الإسكانية المعلّقة.

لا تلغوا بدلات الناس وكوادرها.

وظّفوا كل طوابير المنتظرين، بدل أن يعانوا الأمرّين من البطالة.

ادعموا المشاريع الصغيرة التي يقتات منها الكويتيون.

خفّفوا التقتير عن الناس.

لا تقلّصوا الدعوم.

لا تخفضوا التموين.

لا ترفعوا أسعار الوقود.

ارفعوا بدلات العسكريين.

انعشوا الاقتصاد.

اضبطوا الميزانية.

ارتقوا بالتعليم.

ارفعوا معاشات المتقاعدين.

طوّروا الخدمات الصحية.

وتالي، إذا خلصت مشاكلنا وتحققت الفوائض، اعطوا ميقاتي وربعه وغيرهم. ولكن الآن لا، وألف لا، قبل أن تحلوا كل مشاكلنا لا يحق لكم أن تدفعوا «فلس حمر» إلى أي أحد.

ملاحظة: الكويت لعبت دوراً في إعادة اللُّحمة الخليجية وإنهاء الأزمة الأخطر التي واجهت هذا المجلس، وبالتالي الكويت يجب ألا تكون بوابة لكسر القرار الخليجي تجاه التعامل مع لبنان. ولا داعي للشرح أكثر.