المخرجة والكاتبة لينا خوري في عملها التالي بعد «حكي نسوان»
«صار لازم نحكي» ... نقاش صار حاداً وشيّقاً بين نصف دزينة ممثلين
1 يناير 1970
02:16 م
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
خالف تُعرف.
هذا المبدأ اعتمدته المخرجة الشابة لينا خوري في عملها السابق «حكي نسوان» وأثمر حضوراً ونقاشاً حاداً، وحتى مواجهات مع النقاد، لكن في ظل مصالحة مع الجمهور الذي احب ووافق على العبارات القاسية والفجّة يومها، واستطاعت لينا ان تدخل على خط التداول والنقاش.
هذا كان قبل عامين.
اليوم، تخرج لينا بمسرحية جديدة فيها حكي ايضاً «صار لازم نحكي»، ومع انها حكت سابقاً ولم تقصّر في هذا المجال، الا انها هذه المرة اشتغلت باحتراف اكبر، فمعها طاقم تمثيلي افضل، اقوى، وأكثر جذباً للانتباه والتقدير، وجعلت طرفي الحديث معاً ووجهاً لوجه، ثلاثة رجال (غبريال يمين، ايلي متري، جورج الاسمر) وثلاث نساء (ديامان ابو عبود، باتريسيا نمور، وزينة زيادة)، وعلى طريقة الفرق الزجلية ردّة من هنا تقابلها اخرى من هناك، ولقاء حيناً وخلاف احياناً الى ان تثور ثائرة الطرفين ويعلو الصوت داخل هذا المربع المكتفي بزبائنه الستة، وهم مادة متنوعة، لكل مزاجه، رأيه واقتناعاته، يطرحها ويدافع عنها.
مهارة
تكمن الصورة الموفقة هنا في النص الذي يستطيع ان يحتضن اكثر من قضية ومسألة هي محط نقاش وعدم اتفاق بين الجنسين، ما يوجد منافسة حامية على الخشبة تترك الجمهور في حالة ابتسام لذيذة. ويكاد ما يقال على الخشبة يتحول لسان حال كل شاب وصبية.
«أردت بكل بساطة ترك الشباب والصبايا يتبادلون الحوار، تقول هي ما عندها، ويقول هو ما عنده، وبالتالي تكون الحصيلة ان كلا من الطرفين وجد ناطقا باسمه، وانا اصر على هذا التبادل في الافكار بين الاثنين لانه يعزز الاقتناع القائل انهما غير قادرين على التخلّي الواحد عن الاخر».
هذا ما تؤكده خوري وتضيف عن فريقها التمثيلي «الممثل هو لعبتي، وانا حريصة على الكاستينغ وان يكون متجانساً وجيداً، وراقياً، وليس عندي اي مشكلة في هذا الاطار مع ممثل سهل او صعب، المهم انه ملائم للدور».
متري ويمين
الممثل ايلي متري «دينامو» وموهبة، وعنده في الجعبة افلام (فلافل) ومسرحيات عدة، وصولاً الى مشاريع اخرى قيد الانجاز. يتمتع بكاريسما امام الكاميرا او مباشرة على المسرح، ويؤكد ان كل ما قدمه الى الآن لا يعدو كونه جزءاً مما يريد او مما يملكه من طاقة.
في المسرحية كانت له خصوصية بين زملائه. وينافسه في هذا الاطار زميله غابريال يمين الذي يعتمد على ذكاء وفطرة كوميدية وخبرة وجدت مكانها الصحيح في العديد من الاعمال.
الصبايا
الممثلون نافسوا الممثلات وكان حضورهم احيانا اقوى وأفعل، من دون ان يكون هذا الامر مقصوداً بالضرورة. وقد بذلت الصبايا ديامان، باتريسيا وزينة قصارى جهدهن ليحققن نقاط تميز وتفوق. كلام وكلام، ومع ذلك ورغم عدم تبديل الديكور، كان العمل جذاباً وظريفاً وصادقاً ما يدفع الى توقع عمل ثالث يستلهم مناخ العملين الاولين ويوظف ما انطويا عليه من عناصر ايجابية.
والخلاصة ان المخرجة لينا خوري أنضج اليوم منها قبل عامين. لقد فكرت افضل، تكلمت افضل وقالت ما عندها بأسلوب متين، دافئ، وثابت. ويبدو ان الكلام على الجنسين بات موضوعاً يصعب تجاوزه ويتكرر في طريقة او أخرى في مجموعة كبيرة من الاعمال.