أعلنت السلطات الليبية، الإفراج عن الساعدي القذافي، أحد أبناء العقيد معمر القذافي، الذي كان مسجوناً في طرابلس منذ العام 2014، وعن مساعدين آخرين للزعيم السابق، في إجراء يبدو وكأنه يشكل جزءاً من مصالحة وطنية يسعى اليها الحكام الحاليون في بلد يشهد انقسامات وفوضى منذ أكثر من عشر سنوات.
وأكد المجلس الرئاسي في بيان صحافي، إطلاق «سراح عدد من المعتقلين الذين قضوا مدة عقوبتهم أو الذين لم يحكم عليهم من قبل القضاء، بمن فيهم أحمد رمضان».
وأضاف البيان أن «المجلس سيواصل هذه المهمة حتى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ويعمل على التنسيق لإطلاق باقي السجناء».
وكانت الحكومة أعلنت في بيان أن قرار الإفراج عن الساعدي جاء «تنفيذا لأحكام القضاء النافذة»، مؤكدة أن عائلة الساعدي تسلمته.
وذكرت العديد من وسائل الإعلام المحلية مساء الأحد، أن الساعدي غادر الأراضي الليبية في طائرة متوجهة إلى تركيا.
لكن وزارة الخارجية التركية أعلنت لـ «فرانس برس»، انه ليس لديها معلومات عن وصول محتمل للساعدي إلى اسطنبول.
ومنذ تسليمه في مارس 2014 من قبل النيجر التي فرّ إليها عقب سقوط نظام والده عام 2011، تمت ملاحقة الساعدي (47 عاماً) بتهمة التورط في القمع الدموي للانتفاضة.
وتتعلق أهم قضية مُثل أمام القضاء في شأنها، بمقتل بشير الرياني المدرّب السابق لنادٍ محلي لكرة القدم في طرابلس عام 2005.
وهي القضية التي أصدرت في شأنها محكمة استئناف طرابلس قرار «البراءة» بحقه منها في أبريل 2018.
وغرقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد سقوط نظام القذافي عام 2011، اتسمت في السنوات الأخيرة بوجود سلطتين متنافستين في شرق البلاد وغربها وتدخلات لقوى أجنبية.
ورغم انهاء القتال عام 2020 وتشكيل حكومة وحدة في مارس، عادت الانقسامات إلى الظهور بسرعة في حين من المقرر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر المقبل.
والساعدي هو الابن الثالث للزعيم الليبي الذي تولى السلطة بعد انقلاب دموي في 1969.
في 11 أكتوبر 2011، هاجم ثوار مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، حيث قتل الزعيم وابنه معتصم.
كما قتل ابنه الثاني سيف العرب في قصف لحلف شمال الأطلسي في أبريل 2011 فيما لقي شقيقه خميس حتفه في معركة بعد أربعة أشهر.
ونجا أفراد آخرون من عائلة القذافي، من بينهم زوجته صفية وابنه البكر محمد وابنته عائشة وأبناؤه سيف الإسلام الذي كان مرشحا لخلافته وهنيبعل الذي واجه مشكلات عدة مع القضاء، والساعدي.
وعُرف الساعدي الذي كان رئيسا للاتحاد الليبي لكرة القدم، في البداية بمسيرته القصيرة في الدوري الإيطالي قبل أن يصدر الإنتربول مذكرة بتوقيفه وعائلته لدورهم في حملة القمع الدموية لانتفاضة العام 2011.
واستقدم نادي بيروجا، الساعدي في 2003 بناء على طلب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع ليبيا.
لكن مسيرته لم تستمر طويلاً، إذ كان مستواه متواضعاً وأوقف ثلاثة أشهر بسبب تعاطي منشطات.
كما أنه لم يلعب كثيراً وكانت ذروة مسيرته الكروية عندما بقي 15 دقيقة على أرض الملعب خلال مباراة ضد نادي يوفنتوس العام 2004.
وقبل أيام قليلة من مقتل والده، قال الساعدي أمام وسائل الإعلام إن مذكرة الانتربول «دوافعها سياسية».
ورغم اتهامه بإطلاق النار على المتظاهرين وجرائم أخرى خلال الانتفاضة، فإن الساعدي ليس ملاحقاً من المحكمة الجنائية الدولية، بخلاف سيف الإسلام.
من جانبه، شغل أحمد رمضان الذي كان يحمل رتبة عقيد أيام القذافي، منصب رئيس الأركان والمخابرات وكان يلقب بـ «الصندوق الأسود».
ورافق رمضان، القذافي منذ العام 1969.