رواق الفكر

كنتم خير أمة...

31 أغسطس 2021 09:45 م

توقفت كثيراً عند وفاة إمبراطور العصر في عالم الاتصالات ستيف جوبز، حسب تعبير الرئيس الأميركي السابق أوباما!

توقفت متأملاً هذا العربي، الذي أهدى العالم تفاحة آبل وآي باد، وبود، وفون!

لم يعرف أحد منا اسم هذا الرجل قبل وفاته، كما لم نعرف أن والده هو السوري عبد الفتاح جندلي من مدينة حمص!

تأملت تسارع الإعلام العربي حينها، في محاولة إثبات عروبته وربط ذلك بعبقريته!

مما يكشف لنا عن الحالة النفسية المختبئة، والتي تحاول الظهور بعد كل حدث، يبدو فيه العرب كأمة منتجة عاملة!

القيمة التي أريد أن أشير إليها هنا، بطلان من يزعم أن الدم أو الجين العربي خالٍ من الإبداع والعبقرية، تحت ما يسمى زوراً بنظرية الحتم الجغرافي.

قبل ذلك بسنوات حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الفيزياء النووية، لاكتشافه المذهل للمدة الزمنية الأصغر إلى الآن، والمسماة بالفيمتو، وأثرها الخطير في التشخيص والتدخل المبكر للعديد من الأمراض المستعصية، فضلاً عن نتائج ذلك كله في العلم الحديث وخدمة الإنسان.

ما وجده ستيف جوبز، وما عاشه زويل في أميركا من بيئة علمية ومناخ متقدم لرعاية الطلبة، وما لقياه من دعم وتمويل خاص وعام، هو الفارق الذي تميز به أولئك القوم عنا!

وكدليل على ذلك... نجد أن تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل يصل بالسهم إلى 150 دولاراً بعد أن كان 20 دولاراً في عام 2011!

وأصل القيمة السوقية لأسهم آبل حاليا إلى 2.5 تريليون دولار... مما يدل على أن تيم كوك غير العربي! قفز بالشركة قفزات هائلة ربما فاقت ستيف جوبز !

مراكز بحثية ممولة بالكامل ومخصصة ميزانيتها من الكونجرس نفسه، أجهزة وتقنيات متطورة ومكتبات عالية الجودة وباحثون ومساعدون لهم فقط لتوفير عمليات البحث العلمي للعباقرة والمبدعين!

والمقصود أن من يتهم الجنس العربي، بأنه بليد وغير مبدع فقد افترى وتجبر! ومن رفعه باسم العرق أو الدين أو الأرض فهو يهرف!

العلة كل العلة في القصور الذي تعانيه أوطاننا من احتضان الكفاءات والمبدعين في مختلف العلوم والفنون، والعلة الأخرى في ضعف الدعم والتشجيع من قبل قوانين وتشريعات لصالح المتفوقين والمبدعين.

إن النظر إلى العلم على أنه مدخل للثراء ووسيلة لكسب المال، هو في الحقيقة تقزيم لمكانة العلماء وتهميش لدور البحث العلمي ورحلة الاكتشاف.

وكما قال الجرجاني رحمه الله:

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم

ولو عظموه في النفوس لعظما