الأبعاد الثلاثة

البحث عن إنجازات

30 أغسطس 2021 10:00 م

في ظل حالة من الإحباط التي يعيشها السواد الأعظم من المجتمع الكويتي أفراداً ومؤسسات، يكون البحث عن الإنجازات هدفاً يسعى إليه الجميع.

ولكن - للأسف الشديد - أننا نعاني من واقع مركّب من قلة الإنجازات الكبرى، أو غياب التسويق الصحيح لها من جهة، ومن جهة أخرى التسويق لإنجازات وهمية، قد لا يعد بعضها إنجازاً حتى في بعض الدول النامية الأكثر بؤساً، وهو ما يضرب أي عملية تسويق لإنجاز حقيقي في مقتل، لفقدان المجتمع الثقة بمصداقية هذا الإنجاز، وبالتالي تعزيز ثقافة التهكم على أي نوع من الإنجازات، سواء حقيقية كانت أو وهمية !

وهنا تقع المسؤولية كاملة على المؤسسات الحكومية، والتي تحتاج لغربلة في خطة التسويق الإعلامي والعلاقات العامة ضمن إستراتيجية تعالج الخلل الموجود حالياً، فيتم التسويق للإنجازات الحقيقية ومنع التسويق لإنجازات وهمية.

فمن المعيب حقاً التسويق إعلامياً لافتتاح (لفة) في شارع أو إيصال كهرباء لمستوصف أو وضع ألعاب أطفال في ممشى، في بلد كان سبّاقاً في التعليم والثقافة والرياضة والاقتصاد والسياحة والسياسة.

فالمجتمع متعطش لإنجازات حقيقية، كاستقطاب مؤسسات تعليمية وثقافية عالمية، ومشاريع اقتصادية كبرى - وليست إسمنتية - تستقطب مستثمرين عالميين وشركات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، ومشاريع سياحية وترفيهية، تستقطب جهات عالمية وعلامات تجارية مرموقة، ورياضة جماعية وفردية تنافس في المحافل الدولية، وغيرها الكثير.

وإنه لا يخفى على أحد أن الإنجازات لا يمكن تحقيقها مع غياب: رؤية وخطة عمل واضحتين ومستدامتين لا تتغيران بشكل جذري بتغير الحكومة والقياديين، ولا تخضعان لتجاذبات وتسويات سياسية، وقادرتين على مواجهة تنافس إقليمي والاستفادة من أوضاع دول الجوار.

فالحكومة مطالبة بالقيام بمسؤولياتها، لتحقيق إنجازات حقيقية، بالإضافة إلى وضع إستراتيجية وخطة إعلامية تسوق بشكل صحيح لأي إنجاز وتقنين ما يتم تسويقه، والإستراتيجية والخطة يلتزم بهما جميع مؤسسات الدولة، كي لا نكون أضحوكة في الداخل و الخارج.