أكد السفير الهندي لدى الكويت سيبي جورج أن التكنولوجيا الرقمية تواجه بنهجها المترابط تهديدات التطفل السيبراني أو الهجمات الإلكترونية، لافتاً إلى أن جميع دول العالم تخوض معارك لحماية سيادتها وخصوصيتها من التهديدات المتطفلة والمجهولة التي تهيمن على ساحة الفضاء السيبراني.
وأضاف جورج في كلمته الافتتاحية خلال ندوة «الأمن السيبراني» التي نظمتها السفارة بالتعاون مع كلية الكويت التقنية، بحضور رئيس مجلس الأمناء في الكلية مشاري بودي وعدد من مسؤولي معهد المهندسين الهنود فرع الكويت، أن «الزيادة في الرقمنة بعد COVID-19 أدت إلى جعلنا أكثر ضعفاً رقمياً من أي وقت مضى، حيث سجلت الهند 1.16 مليون حالة أمن إلكتروني في عام 2020، بزيادة 3 أضعاف عن العام السابق».
وأوضح أن الهجمات السيبرانية تستهدف كلاً من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك البنية التحتية الحكومية الحساسة، ويتم الإبلاغ عن حوادث خرق البيانات كل شهر تقريباً، حيث تُسرق البيانات الشخصية للعملاء، ونتائج اختبارات الطلاب، وحتى نتائج الاختبارات المعملية للمرضى من الأنظمة الرقمية، ويتم تسريبها، وفي بعض الحالات يتم طرحها عبر الإنترنت، مؤكدا أن «الأمن السيبراني هو حاجة الساعة، إنه مهم بالقدر نفسه مثل الأمن الغذائي، وأمننا الجسدي».
وقال «إننا نواجه جميعاً تحدياً هائلاً تمثله جائحة Covid-19، وتعمل الحكومات والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية والهيئات المحلية والأسر جميعاً، من أجل مساعدة بعضها البعض في مواجهة التحديات التي نواجهها في الهند والكويت وفي كل مكان، حيث بذل محاربو COVID كل ما في وسعهم في هذه المعركة المطولة ضد الوباء وما زالوا يقفون لإنقاذ كل حياة»، مشيرا إلى أن «هذا الوباء غيّر طرقنا العادية بشكل كبير: كيف نتفاعل مع بعضنا البعض؟، وما الطريقة التي نعيش ونعمل بها؟ حيث تم الانتقال إلى العمل والدراسة إلى منازلنا، وحل مؤتمر الفيديو محل الاجتماعات التجارية، وأصبح هذا الشكل الرقمي للتفاعل معياراً جديداً»، متابعاً «لقد أجبرنا Covid-19 جميعاً على تكييفنا مع التحول الرقمي، من خلال زيادة استخدام الفضاء السيبراني والتقنيات الرقمية، وأصبحت هواتفنا المحمولة امتداداً لأجسادنا، باختصار، أدى ظهور الوباء العام الماضي إلى دفع هذا العصر السيبراني إلى مزيد من الاعتماد على التكنولوجيا».
«آدهار»... الأكثر تطوّراً في تحديد الهوية
قال السفير جورج «إن أحد الإنجازات المهمة في الهند هو نظام (آدهار)، وهو أكبر نظام هوية بيومتري في العالم، وحاز إشادة الخبراء والمؤسسات حول العالم لتفوقه التكنولوجي، ووصفه كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي بول رومر بأنه برنامج تحديد الهوية الأكثر تطوراً في العالم، حيث يغطي 99 في المئة من سكان الهند الذين يزيد عددهم على 1.3 مليار نسمة، ويتيح الوصول السلس إلى الخدمات الرقمية الحكومية المهمة، كما يمثل نقلة ثورية حقاً غيرت نظام توزيع الرعاية الاجتماعية المستهدف في الهند، ما سهّل الوصول إليه بكل شفافية».