الأبعاد الثلاثة

نهضة الحسين والمجتمع الكويتي

23 أغسطس 2021 10:00 م

يمكن للمجتمع الكويتي أن يستلهم الكثير من نهضة الإمام الحسين بن علي عليه السلام، ومسيرته من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء، وهو الذي قال عنه وأخيه الإمام الحسن، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن والحسين إمامان، قاما أو قعدا.

فمن النهضة الحسينية يمكن أن يستلهم المجتمع الكويتي التقوى والشجاعة والعزيمة، ومقارعة الظالمين والوقوف مع الحق ونصرة المظلومين والثبات على المبدأ والمثل العليا.

ومن النهضة الحسينية، يمكن أن يتعلم المجتمع معنى الأخوة والإيثار والفداء والتعاضد والشهامة والمروءة والتضحية، والتعامل مع الموالي والمعادي.

ومن النهضة الحسينية، يمكن أن يفهم المجتمع أوجه الصبر والحلم والحنان والرحمة والمحبة.

ومن النهضة الحسينية يمكن أن يعي المجتمع أن للجميع دوراً بناءً يؤديه، رجلاً كان أو امرأة، صغيراً أو كبيراً، معافى كان أو مريضاً، أباً كان أو أماً أو أختاً أو أخاً، زوجاً كان أو زوجة، قائداً كان أو تابعاً، عربياً كان أو أعجمياً.

لقد رفع الإمام الحسين عليه السلام شعار (هيهات منا الذلة)، ليكون شرعة ومنهاجاً لكل الأحرار في العالم وعلى مدار السنين والدهور، من دون فرط، كما نشاهده في زمننا هذا من قِبل البعض الذي اعتقد أنه صاحب الحق الأوحد، فتعالى على الآخرين فاستبد أو انتهج الفوضى أو استغله لتحقيق أهداف، لا تتماشى مع نهضة الحسين عليه السلام، ومن جهة أخرى دون تفريط كما نشاهده - أيضاً - في هذا الزمن من طرف من لا يتعدى هذا الشعار أن يكون لعقاً على ألسنتهم، يحوطونه ما دارت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون !

ولعمري إنني لمستغرب في ألّا تجد هذه النهضة لسبط رسول الله - وبكل القيم والمثل والمعاني التي تمثلها - مساحة لها في وسائل التعليم والإعلام الرسمي، لتستفيد منها الأجيال ويتربى عليها المجتمع ؟