القيادي غلام روحاني قضى 5 سنوات في المعتقل الأميركي قبل إطلاق سراحه في 2007

صاحب خُطبة انتصار «طالبان»... من مُعتقلي «غوانتانامو»!

17 أغسطس 2021 10:00 م

- غلام روحاني تهكَّم على الولايات المتحدة خلال خطبة الانتصار التي ألقاها من داخل القصر الرئاسي الأفغاني
- وثيقة أميركية رسمية تشير إلى أنه حصل على حريته بعد أن زعم أنه «مجرد صاحب متجر بسيط»
- خبراء: كان عميلاً استخباراتياً لحركة طالبان قبل إرساله إلى غوانتانامو

في تطوّر مثير للاهتمام، اتضح من خلال وثيقة رسمية جرى تسريبها أخيراً من وزارة الخارجية الأميركية أن أحد معتقلي غوانتانامو السابقين هو نفسه غلام روحاني القيادي في حركة طالبان الذي تهكَّم على الولايات المتحدة، خلال خطبة الانتصار التي ألقاها يوم الأحد الفائت من داخل القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بعد سقوطها بسهولة في قبضة الحركة.

ووفقاً للوثيقة المسربة، فإن روحاني كان قد حصل على حريته بإطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو في العام 2007 بعد أن أصرَّ أمام محققي لجنة مراجعة إدارية أنه «مجرد صاحب متجر بسيط»، وأنه كان قد «ساعد الأميركيين» في أفغانستان ويريد العودة إلى أفغانستان ليعتني بوالده المريض.

وكان روحاني واحداً من بين قياديي حركة طالبان الذين ظهروا في مقطع فيديو وهم يحملون أسلحتهم النارية خلال مؤتمر صحافي احتفالي عقدوه يوم الأحد في داخل قصر الرئاسة الأفغاني، بعد مرور ساعات قليلة على فرار الرئيس أشرف غني من بلاده وسط مشاهد فوضوية.

وبعد ظهور تلك الوثيقة، أقر روحاني بصحتها خلال مقابلة وبأنه هو ذاته المذكور في الوثيقة الأميركية، لكنه قال إنه ظل محتجزاً لمدة سبع سنوات (وليس 5 فقط) في المعتقل العسكري الأميركي، الذي كان قد تم إنشاؤه خصيصاً قبل نحو عقدين من الزمن لإيواء والتحقيق مع أخطر الإرهابيين في العالم.

ووفقاً للوثيقة الأميركية، فإن روحاني كان من أوائل سجناء معتقل غوانتانامو، حيث كان «المحتجز رقم 3».

وعلى الرغم من تصنيف روحاني على أنه يشكل «تهديداً أمنياً متوسطاً»، تفيد الوثيقة الصادرة في مارس 2007 أنه ظل مصمماً خلال سنوات اعتقاله على أنه لم يسمع عن تنظيم «القاعدة» قبل 11 سبتمبر، وأنه قد انضم إلى حركة «طالبان» لأن ذلك كان بالنسبة له «ضرورة للبقاء على قيد الحياة».

وزعم في أقواله أمام محققين أميركيين في غوانتانامو إن «رغبته الوحيدة» هي أن يعود إلى بلده أفغانستان و«مساعدة والده المريض في تشغيل متجر الأجهزة العائلية الكائن في العاصمة كابول».

ووفقاً للملف الخاص بغلام روحاني لدى الخارجية الأميركية، فإنه ولد في العام 1975 في بلدة غزنة جنوب شرق أفغانستان، ونشأ في تلك البلدة ثم أرسله والداه لاحقاً إلى إيران لإبعاده عن مخاطر الحرب الأفغانية السوفياتية، ثم عاد إلى إيران في العام 1992 حيث انضم لاحقاً إلى حركة طالبان.

وتعليقاً على ذلك، قال خبراء إن غلام روحاني كان أصلاً عميلاً أمنياً قديماً عمل لحساب وزارة المخابرات التابعة لحركة طالبان، وأن له روابط عائلية وثيقة بشخصياتها البارزة.

ورجَّح خبراء استخباراتيون أميركيون أن غلام روحاني انضم في البداية إلى وزارة مخابرات حركة طالبان كي يتفادى تجنيده لخوض العمليات القتالية الميدانية، كما تشير وثائق إلى أنه كان عنصراً في فرقة أمنية كانت تقوم بدوريات في شوارع كابول إبان سنوات حكم حركة طالبان لأفغانستان إلى أن أطاح بها الأميركيون قبل نحو 20 عاماً، واعتقلوه في العام 2001 إلى جانب صهره عبد الحق الواثق، نائب وزير المخابرات السابق في طالبان ثم نقلوهما مع آخرين إلى معتقل غوانتانامو.