بعيداً عما يُثار وينتشر عن العلاقة الشائكة بين رب العمل وعاملته المنزلية، يقف كتاب عن وصفات الطبخ، شاهداً على العلاقة الصحية التي تجمع أرباب العمل بعمالتهم، والذي نشرته الفيلبينية سيسيليا ألفاريز، برعاية كفيلها وزوجته.
امتدت فترة عمل سيسيليا لدى كفيلها السوري في الكويت، إلى نحو 25 عاماً، حفلت بالكثير من المواقف الإنسانية، التي تعكس اللطف الشديد، من الكفيل وزوجته تجاهها، وتبين التفاني والعمل الدؤوب الذي تميزت به سيسيليا.
يتكوّن كتاب الطبخ من 59 صفحة، تحتوي على وصفات دولية جمعتها ألفاريز شخصياً، في خطوة تنوي بها أن تضرب المثل الملهم لنظرائها من العمالة المنزلية، لتكون العلاقة بينهم وبين كفلائهم، قائمة على التقدير والمودة والإخلاص.
وفي لقاء مع «الراي»، قالت ألفاريز «جئت إلى الكويت، بموجب تأشيرة مساعد منزلي في نوفمبر 1997.
وكانت المرة الأولى لي للعمل في الكويت منذ 25 عاماً ولم أفكر مطلقاً في الانتقال إلى كفيل آخر»، مبينة أن كفيلها نبيل عوض المقيم في الكويت منذ 44 سنة وزوجته سارة، يتحليان بجميع الصفات الرائعة والكريمة، وطيبة القلب.
وألفاريز من مواليد مدينة ديبولوغ في الفيلبين، ولديها أربعة أطفال، عملت في بداية حياتها لدى أسر يابانية وفيلبينية، كمساعدة منزلية، قبل أن تحضر للكويت، واصفة تجاربها السابقة بأنها صعبة، على العكس تماماً من ظروف عملها الحالية.
وسافرت مع كفيلها وزوجته إلى أماكن مختلفة، مثل لبنان وقبرص وتايلند وسورية، كفرد من العائلة، كانت نتيجتها أن جمعت 47 وصفة لأطعمة منتقاة ومتنوعة، في كتاب تصدر واجهته، ملف تعريفي لها مع صورتها.
وذكرت ألفاريز أنها بدأت في جمع هذه الوصفات منذ خمس سنوات، بمساعدة كفيلها وزوجته، اللذين كانا داعمين لها باستمرار، للوصول إلى إخراج كتابها إلى حيز الوجود، وهو ما قد كان، مبينة أن كتابها ليس معروضاً للبيع حالياً في أيّ متجر، ولكن تم منحه للأصدقاء الشخصيين في البداية، على أمل أن يصل إلى أرفف المكتبات قريباً.
ورغم أن ألفاريز لم تحصل على تعليم رسمي في فن الطهي، فقد أعدت جميع الوصفات شخصياً واختارتها بعناية بغرض الوصول إلى أفضل الأكلات، فالخبرة علمتها تطوير وصفات التقطتها من مصادر مختلفة، كما حصلت على دورة نمط حياة الطهي للمطبخ التايلندي، في أحد المطاعم التايلندية بالكويت، والتي قدمت دورة تدريبية مختصرة، وتجربة تُعزز الثقة بالنفس بطريقة ما، لتجربة الأطباق العالمية الأخرى، ووضع بعض الإضافات عليها لتخرج بمذاق لذيذ.
وتحلم ألفاريز بعد التقاعد بفتح مطعم خاص بها في المستقبل، يقدم أطباقها الخاصة، مؤكدة أن طباعة هذا الكتاب هو شهادة على العلاقة المثالية بين أصحاب العمل الجيدين والمساعدين المنزليين، الذين يعملون بجد، معربة عن شكرها لكفيلها وزوجته على هذه التجربة، التي غيّرت حياتها، لاسيما أنهما لم يعاملاها يوماً إلّا كفرد من العائلة، حتى تمكنت من إرسال أبنائها الأربعة للجامعات، حيث أنهوا تحصيلهم العلمي.
ومثلما نصحت جميع نظرائها من العمالة المنزلية، بأن يكونوا ممتنين دائماً على اللطف الذي يظهره أصحاب العمل، أوصت أرباب العمل بمعاملة مساعديهم المنزليين، كأعضاء أساسيين في الأسرة، ومعاملتهم بإنصاف ولطف ورحمة.