قبل الجراحة

من عيادة صديق

14 أغسطس 2021 10:00 م

أترك مكاني اليوم للطبيب الخلوق «أبويوسف» سيكتب لنا بعض المشاهد من داخل عيادته... ووعدنا أبويوسف ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة له... وهذا ما كتبه لنا:

المراجعون في العيادة هم بشر... لكل منهم همومه واهتماماته وأسئلته التي تحتاج من يجيب عنها... هناك فئة من المراجعين للعيادة لا يصرحون بالسبب الحقيقي لزيارتهم... وقد لا يبوحون بالسبب الحقيقي لزيارتهم للطبيب... والبعض الآخر ينتظر الفرصة المناسبة للإفصاح عن سبب الزيارة... كل ذلك بسبب اختلاف الثقافات والتوقعات ومن ضمنها ما يسمى بالأجندة الخفية لكل مريض أو مراجع.

في إحدى المرات... حضرت للعيادة سيدة مع خادمتها... وكان الهدف المعلن للزيارة هو مرض الخادمة... بعد أن قمت بأخذ المعلومات من الخادمة وإجراء الفحص عليها بناء على الشكوى... اتضح لي أن ما تعاني منه الخادمة لا شيء يذكر وتصورت أنها زيارة غير ذات أهمية للخادمة... فالفحص لم يكن يعطي أي دلائل على المرض.

فشرحت للخادمة والسيدة التي أحضرتها نتائج الفحص وأنها ليست بحاجة لأي دواء... ورتبت لها موعداً بعد يومين للمتابعة... بصراحة كان لديّ إحساس بأن السيدة لديها شيء تريد أن تقوله... وصدق إحساسي... عندما رجعت إليّ بعد أن كادت تصل باب العيادة للمغادرة... وبادرتني بقولها: دكتور ممكن أطلب منك طلب...؟

ابتسمت لها وطلبت منها الجلوس لسماع ما تريد قوله... قالت: دكتور إن لديّ ابناً في أحد المدارس الأجنبية... وغداً لديه حفلة في المدرسة... قلت لها وأين تكمن المشكلة...؟

ردت عليّ... إن المدرسة تشترط أن يلبس ابني ربطة عنق... وأنا حاولت أن أربطها لكني للأسف لم أستطع... وأنت دكتور وأكيد لك خبرة بربطات العنق... وأخرجت ربطة العنق من حقيبتها... وأكملت حديثها... ممكن أن تربطها له إذا سمحت... بالفعل استجبت لطلبها وربطتها... وغادرت وهي سعيدة.

قد يكون هذا الموقف غريباً... لكنه من المواقف العديدة التي تصادف الأطباء بشكل يومي... لكنها كما ذكرت سابقاً الأجندة الخفية... أن كل مريض وكل مراجع لديه هدف... ونحن يجب أن نعمل بأقصى ما نستطيع لمساعدتهم.