منذ أكثر من شهر لم أكتب أي مقال، في زاويتي هذه «أبعاد السطور»، بسبب سفري الذي لا يزال، حيث قررت أن أمنح ذاتي إجازة فكرية إلى جانب الإجازة الوظيفية، لكن حكومتنا الرشيدة من خلال تخبطاتها المستمرة في معظم قراراتها أجبرتني أن أعود وأكتب رغماً عني !
في الآونة الأخيرة - أي تقريباً من عامين - والحكومة في معظم قراراتها تثبت للشعب بأنها تسير بلا خطة واضحة تدير بها البلاد، تم التخطيط لها بتأنٍ قبل تنفيذها، وهذا الأمر يتكرر تقريباً كل شهر وشهرين وثلاثة، حتى أصبح المواطن الكويتي البعيد جداً عن السياسة والمواطن المطيع الذي يمشي (جنب الحيط) والمواطن الذي (يتعشى وينام بدري) أصبحوا جميعاً ضد الحكومة بقراراتها المضحكة تارة، والخانقة للناس تارة أخرى، وتارات كثيرة... بقرارات مهزوزة تصدرها اليوم الحكومة، ثم تتراجع عنها وتلغيها بقرارات أخرى !
اللوم ليس على رئيس الوزراء ولا حتى على وزرائه، اللوم يقع على نواب مجلس الأمة، الذين التهوا بتمرير مصالحهم ونسوا مصالح البلد ومصالح الناس، كيف لا؟ ولم يأتِ أي نائب من نواب البرلمان ويوقف رئيس الحكومة تحت قبة قاعة عبدالله السالم، ويقول له: هيا قدم خطة حكومتك للشعب الكويتي، هيا أطلعوا المواطن الكويتي على ما ستسعون لتنفيذه ويعود نفعه عليه.
لكن النواب كما نقول في المثل الشعبي «سكتمبكتم». أي أن النواب لا يتكلمون ولا يسمعون، إذا تعلقت الأمور بأي شيء غير مصالحهم !
والمضحك جداً هذه الأيام أن المجلس البلدي - كذلك - بقراراته غير المدروسة رفع أسعار الأراضي السكنية، أمام مرأى ومسمع الحكومة ! ومن المضحكات أيضاً لحكومتنا الرشيدة أنها في اجتماعها الأخير ناقشت خفض الدعم عن البنزين! رغم أنها تصرف المليارات المتتالية على بعض الدول يميناً وشمالاً !