أكد رئيس بعثة بيرو لدى البلاد توماس بيروكال، أن بيرو والكويت تلعبان أدواراً مهمة على المستويين الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن البلدين عملا في مجلس الأمن بشكل وثيق.
وأشار بيروكال، خلال حوار مع «الراي»، إلى وجود الكثير من الاهتمامات والمصالح المشتركة بين البلدين، موضحاً أن كليهما يسعى إلى ضمان مستقبل أفضل لمواطنيهما، ومكافحة وباء «كورونا» بشكل حاسم، وتنويع مصادر الدخل، والعمل من أجل الأجيال المقبلة، معرباً عن ثقته بأن الكويت سيكون لها مستقبل مشرق، في ظل قيادتها الرشيدة، وجهودها المستمرة لتحقيق السلام والتقدم.
وتطرق بيروكال إلى تطلع بلاده لتصدير الذهب والفضة، وحيوان لاما، وقطن بيما، ومنتجات غذائية مثل الكينوا وغيرها إلى الكويت.
وفي ما يلي نص الحوار:
• لماذا يعتبر العام 2021 عاماً مهماً لجمهورية بيرو؟
- في هذا العام، احتفلنا بالذكرى المئوية الثانية للاستقلال، الذي أُعلن في 28 يوليو 1821، وهو تاريخ ميلاد جمهورية بيرو كدولة ذات سيادة، تهدف إلى تحقيق الرفاهية والازدهار والتقدم لشعبها، مع الأخذ في الاعتبار أن الإنسان، إلى جانب حمايته واحترامه كرامته، الهدف الأسمى للمجتمع والدولة في بيرو.
في هذين القرنين، أحرزت بيرو تقدماً كبيراً في هذه الأهداف، كونها دولة متعددة الأعراق والثقافات تعزز مصالحها الوطنية ومنفتحة على العالم والمستقبل.
لقد واجهنا تحديات وصعوبات تاريخية، أوقاتاً عصيبة وجيدة، في حياتنا كجمهورية - ظهرت جائحة «كوفيد 19» أيضاً كتحدٍ مهم - ولكن من خلال الجهود المشتركة لجميع البيروفيين وأصدقاء بيرو، نجح بلدي في الوصول إلى الأهداف المذكورة أعلاه.
• ماهي أبرز مجالات التعاون بين بيرو والكويت؟
- أود أن أبرز الاهتمام الحقيقي لدولة بيرو، بالتعاون وتعزيز علاقاتها الثنائية مع الكويت من خلال التعاون والصداقة.
كما أود أن أسلط الضوء على عمق العلاقات بين بيرو والكويت، ومدى صداقتنا التاريخية التي تعود إلى وقت طويل، وكان أحد أهم الإنجازات هو إنشاء سفارة بيرو في الكويت، بالتعاون مع دولة الكويت، في العام 2011، حيث كان السفير أمادور فيلاسكيز أول رئيس للبعثة الديبلوماسية البيروفية.
ويتمتع كلا البلدين بمكانة دولية مرموقة، حيث لعبت بيرو والكويت أدواراً مهمة على المستويين الإقليمي والعالمي لكل منهما، ونرغب في تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، مثل التعاون الثنائي، والتبادلات الثقافية والتجارة والاستثمار والترويج السياحي.
وعلى سبيل المثال، عملت بيرو والكويت معاً وبتنسيق كامل، في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وسنعمل أيضاً بشكل مشترك للوصول إلى العديد من الإنجازات في المجالات المختلفة المذكورة للعلاقات الثنائية.
كما تشترك بيرو والكويت في مصالح مشتركة، حيث تسعى دولنا إلى ضمان مستقبل أفضل لمواطنينا، ومكافحة الوباء الحالي بشكل حاسم، وتنويع مصادر الدخل، والعمل من أجل الأجيال القادمة، إنني على ثقة من أن الكويت سيكون لها مستقبل مشرق، في ظل قيادتها الرشيدة وجهودها المستمرة، لتحقيق السلام والتقدم، كما أنني على ثقة تامة، من أن بيرو والكويت يمكنهما العمل معاً من أجل مستقبل أفضل لبلدينا.
• ماذا عن العلاقات التجارية بين بيرو والكويت؟
- إن سفارة بيرو تتوقع إدخال حيوان الألبكة (لاما) إلى الكويت، نظراً لجودته الرائعة ونعومة أليافه، كما نتطلع أيضاً إلى الترويج للمنسوجات البيروفية، المشهورة جداً بالجودة العالية لقطن بيما البيروفي، كما يمكننا أيضاً تصدير المنتجات السمكية إلى الكويت، لأن بحر بيرو غني جداً بالموارد البيولوجية البحرية.
نود أيضاً تقديم منتجات غذائية، مثل الكينوا، وهي حبوب غنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، تنمو في المرتفعات، ثبت علمياً أنها تحتوي على خصائص مضادة لمرض السكري، وتم تقديمها في الكويت في السنوات السابقة، بالتعاون مع معهد دسمان للسكري.
وهناك إمكانية تصدير البطاطس والخضراوات الأخرى، مع الأخذ في الاعتبار أن القطاع الزراعي فعال للغاية ومتطور، ويشهد طفرة اقتصادية، إضافة لمجال آخر للاستكشاف هو تصدير المعادن الثمينة إلى الكويت، مثل الذهب والفضة.
• ماذا في شأن قطاع السياحة وما ذكرته عن تزايد عدد الزوار لبلادك؟
- خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأت بيرو في استقبال السياح مرة أخرى، الذين يزورون المواقع السياحية المختلفة. وتعمل السلطات حالياً على ضمان أعلى معايير الاحتياطات الصحية، فضلاً عن بذل قصارى جهدها لتنفيذ عملية تطعيم سريعة لسكاننا.
وفي الآونة الأخيرة، بدأنا في تلقي العديد من طلبات التأشيرة في السفارة، ونعمل حالياً على تلبيتها، ونتمنى أن نقدم التسهيلات للمواطنين الكويتيين وجميع أصدقاء الأمة البيروفية، لزيارة بلادنا، حتى يستمتعوا بوقتهم.
هناك العديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها، مثل ركوب الأمواج وتسلق الجبال و رحلات السفاري وزيارة الأماكن التاريخية، والاستمتاع باكتشاف الحضارة القديمة، التي تعود إلى آلاف السنين.
• ما أبرز ملامح البنية التحتية السياحية لبيرو؟
- خلال السنوات القليلة الماضية، تلقت بيرو استثمارات كبيرة في صناعة السياحة، ونتيجة لذلك، تتمتع ببنية تحتية فندقية ممتازة في جميع أنحاء أراضيها.
وأنصح جميع زوار بيرو بزيارة الأماكن التراثية التي تظهر عمق الحضارة البيروفية، مثل مدينة كوزكو وعجائب ماتشو بيتشو، فضلاً عن الاستمتاع وقضاء بعض الوقت في العاصمة ليما، وتذوق الكثير من أطباق بيرو، أقترح أيضاً حجز جولات لزيارة الشواطئ الجميلة في الساحل الشمالي والأمازون والمرتفعات الوسطى والمدن الجنوبية.
هناك قائمة لا حصر لها من الوجهات السياحية الممتعة للغاية، وسأذكر فقط بعضاً منها: كيولاب وغوكتا، وبحيرة تيتيكاكا، وكولكا كانيون، ولكيوتس ومادريديوس، ونازكا لاينز، وتشوكيوكيارو، وكافاه نان، التي أؤكد لكم أنكم ستدهشون بجمالها الطبيعي والطاقة التي تبثها.
ديبلوماسي ومحامٍ
عرّف توماس بيروكال عن نفسه، قائلاً «أنا مستشار السلك الديبلوماسي البيروفي، القائم بأعمال رئيس البعثة في سفارة جمهورية بيرو لدى الكويت.
ديبلوماسي ومحامٍ. درست في الأكاديمية الديبلوماسية البيروفية وفي الجامعة الوطنية مايور دي سان ماركوس، وهي أول جامعة تأسست في الأميركيتين.
وأنا سعيد جداً بالعمل في الكويت، فهي بلد جميل للغاية، مع أناس كرماء استقبلوني وعائلتي بأفضل السبل الممكنة».
التأشيرة
قال بيروكال «نحن نعمل باستمرار على تحسين إجراءاتنا القنصلية، لأننا نهدف إلى تقديم خدمات قنصلية عالية الجودة، للمواطنين البيروفيين والكويتيين والأجانب الذين يحتاجون إلى خدماتنا، حيث نبذل أسرع الطرق الممكنة لتقييم طلبات أولئك الذين يطلبون تأشيرات سياحية أو عمل».
وأضاف أنه «للحصول على تأشيرة إلى بيرو، من الضروري تقديم وثائق الهوية الشخصية (جواز السفر والهوية المدنية)، جنباً إلى جنب مع المعلومات اللازمة لإثبات طبيعة السفر، بشكل عام للسياحة أو العمل».
مدن تتحدث العربية
أكد بيروكال أن في بيرو مجتمعاً مهماً للغاية ونشط من أصل عربي، كثير منهم يتحدثون العربية، كما أن الجالية المسلمة في بيرو تتمتع بحرية كاملة في ممارسة شعائرها الدينية، وهناك أيضاً مساجد في أجزاء مختلفة من بيرو، حيث يؤدي المسلمون طقوسهم باستمرار، ويحتفلون بأعيادهم، ويصومون في شهر رمضان، وكذلك في غيره من الاحتفالات كعيد الأضحى.
وأضاف: «في بيرو، نحترم تماماً حريات الدين والثقافة، ونحن مجتمع منفتح ومتعدد الثقافات والأعراق».
رسالة إلى الكويتيين
وجّه بيروكال رسالة إلى الكويتيين قال فيها إن «شعب بيرو يرحب بحرارة بجميع المهتمين بالسفر إلى بيرو، ويدعوهم لزيارة بلدنا والاستمتاع بتنوع أراضيها.
الطبيعة الجغرافية لبيرو هي مزيج بين الساحل والجبال والغابات، ما يجعلها وجهة سياحية مميزة، مع الكثير من الفرص».