الحسينيات استكملت استعداداتها لإحياء ذكرى عاشوراء

المجالس الحسينية... تعزيزٌ للُّحمة الوطنية ومبادئ الثقافة الإسلامية والمجتمعية

8 أغسطس 2021 10:00 م

- عدد من الحسينيات الصغيرة ينتظر اعتماد شهادات تطعيم خطبائها
- بعض المجالس «أون لاين» للعام الثاني... لتفادي عدوى الفيروس

تنطلق المجالس الحسينية لإحياء ذكرى عاشوراء، التي تروي سيرة استشهاد الإمام الحسين بن علي وأهله وصحبه (عليهم السلام)، اليوم، بعد استكمال الاستعدادات والتجهيزات كافة، في ظل تقيد صارم من أصحاب الحسينيات بالاشتراطات الصحية التي أصدرتها وزارة الصحة بهذا الشأن، لتفادي انتقال عدوى فيروس «كورونا» بين مرتادي المجالس.

وفي وقت أكد عدد من أصحاب الحسينيات وبعض رجال الدين، ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية في المجالس الحسينية، ما زال هناك الكثير من الحسينيات الصغيرة تواجه معضلة إحضار خطبائها من خارج الكويت، في ظل القيود الخاصة بتدقيق شهادات التطعيم، في حين فضّل قسم كبير من أصحاب الحسينيات، للعام الثاني على التوالي، إقامة مجالس العزاء «أون لاين»، عبر قنوات الـ «يوتيوب» الخاصة بها، وبعض الحسابات التابعة لها، لتفادي انتقال عدوى فيروس «كورونا» بين الحضور.

وأجمع أصحاب حسينيات ورجال دين، تحدّثوا لـ «الراي»، على أهمية أن يضطلع خطباء المنابر الحسينية، بدورهم الهادف إلى تعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الكويت، وتعزيز مبادئ الثقافة الإسلامية والمجتمعية، والابتعاد عن طرح وتناول القضايا الخلافية، فضلاً عن القضايا التي تشغل المجتمع من العنف المجتمعي الآخذ في الانتشار إلى قضايا الشياب ومشكلاتهم، ولاسيما آفة المخدرات التي تهدد زهرة مجتمعنا.

القطان: الحرص على تقوية أواصر الوحدة بين فئات المجتمع لتقوية الجبهة الداخلية

رأى صاحب حسينية أبا ذر الغفاري حسين القطان، أن على صاحب الحسينية مسؤولية كبيرة، في اختيار الخطيب الذي سيقوم بإحياء ذكرى عاشوراء، والقضايا التي سيتناولها ويتطرق إليها، وهذه المسؤولية باتت في الوقت الراهن مضاعفة، في ظل عدم تمكن بعض أصحاب الحسينيات من إحضار الخطباء المشهود لهم بالاعتدال في الطرح.

وأضاف القطان لـ«الراي»، إن «أبناء الكويت جميعاً ينتمون إلى هذه الأرض الطيبة، التي يتعاقب على حكمها شيوخ آل الصباح الكرام، والجميع حريص على تقوية أواصر الوحدة الوطنية بين فئات المجتمع، لتقوية الجبهة الداخلية»، مؤكداً أن «قضية الإمام الحسين عليه السلام تمثّل قاسماً مشتركاً بين جميع المسلمين».

وشدّد القطان على ضرورة التزام أصحاب الحسينيات، الذين سيقومون بإحياء ذكرى عاشوراء بالاشتراطات الصحية، تفادياً لانتقال عدوى الفيروس، الذي ما زال نشطاً في هذه الفترة.

الموسوي: الخُطباء قدوة لكثير من الشباب بالنهج المعتدل

شدد رئيس مجلس إدارة مجلس الإمام موسى الكاظم محسن الموسوي، على أهمية أن يتحلّى خطباء المنابر الحسينية، الذين يمثلون قدوة لكثير من الشباب، بالنهج المعتدل، الذي يرسخ أواصر الوحدة الوطنية بين أبناء الكويت.

وقال الموسوي «يفترض على الخطباء، الذين يحملون جنسيات مختلفة، أن يحافظوا على مصلحة الكويت، طالما يخطبون من على منابرها»، مشيراً إلى وجود فتوى للمرجع السيد علي السيستاني، تؤكد أهمية ولاء الأشخاص للأرض التي يعيشون عليها.

الشيخ الجدي: المنبر الحسيني أحد مرتكزات الثقافة الإسلامية السمحة

اعتبر وكيل المرجعية الإحقاقية الشيخ علي الجدي «أن المنبر الحسيني يعتبر أحد مرتكزات الثقافة الاسلامية السمحة»، مضيفاً «ليكن شعار محرم الحرام لهذا العام تحت عنوان (مفهوم المسلم وحفظ حقوق المسلمين)، انطلاقاً من الآية الشريفة (مِلّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين)، وخطبة سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام من «نهج البلاغة» (فضّل حرمة المسلم على الحرم كلها وشدّ بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق)».

الشيخ حسين: التطرّق إلى ما يسمو بالروح الإنسانية... وقضايا الشباب

قال رجل الدين الشيخ أحمد حسين «إن ذكرى عاشوراء تتزامن هذا العام أيضاً مع استمرار وباء (كورونا)، الذي ما زال يمثل خطراً كبيراً على حياة ملايين البشر، لهذا فإنه من المناسب لو يتم التطرق خلال إحياء ذكرى عاشوراء، إلى القضايا التي تغذي الروح الانسانية، والأمور الخاصة بمعالجة قضايا العنف المجتمعي، التي تنامت بصورة كبيرة في الآونة الخيرة، والقضايا الخاصة بالمخدرات، وغيرها من القضايا التي تهدد شبابنا وتؤثر على حياته المستقبلية».

وتمنّى الشيخ حسين، أن يكون خطباء المجالس على قدر المسؤولية خلال الفترة المقبلة، في التركيز على القـــضايا التــي تســـمو بالروح الإنسانية.