«أشعر بالانسجام مع مطيع العوني في الكلمة واللحن»

أحمد خورشيد لـ «الراي»: «كيمياء عجيبة»... تجمعني مع بدر بورسلي

3 أغسطس 2021 10:00 م

- لحنت «حبي ما ينتهي» وقدمها «بوعدنان» مع الراحلة انتصار الشراح... في «قاصد خير»
- النص الجميل هو الذي يُحرّك مشاعري في التلحين
- الأغنية الإيقاعية مطلوبة حالياً... هكذا يقول علماء النفس

كشف الملحن أحمد خورشيد عن «كيمياء عجيبة» قال إنها تجمعه بالشاعر القدير بدر بورسلي، مُعتبراً التعاون معه بأنه «حلم وتحقق»، مشيراً إلى «سلة ألحان» جديدة قد أعدّها بنفسه، لتبصر النور قريباً بأصوات كوكبة من المطربين الكبار والشباب.

خورشيد، الذي يرقد حالياً على فراش المرض بمركز «كليفلاند كلينيك» في ولاية أوهايو الأميركية، إثر تعرضه أخيراً لـ«تليّف الرئة»، أوضح في حوار مع «الراي» أنه دائم التواصل مع زملائه الشعراء والفنانين، ممَنْ يهاتفونه دوماً للاطمئنان على صحته، مشيداً بالشاعر مطيع العوني، «حيث هناك تناسق وانسجام بيننا على صعيد الكلمة واللحن، بالإضافة إلى الشاعر ناشي الحربي الذي أطلقت عليه لقب (شاعر ديار العشاق)».

• في البداية، نود التعرف على ما في حوزتك من ألحان جديدة؟

- لديّ عمل جديد مع الشاعر القدير بدر بورسلي، بالإضافة إلى أعمال أخرى مع كوكبة من الشعراء، أبرزهم الشاعر القدير عبداللطيف البناي، والشاعر الصديق والقريب إلى قلبي جداً مطيع العوني، فضلاً عن الشاعر ناشي الحربي الذي أطلقت عليه لقب «شاعر ديار العشاق»، حيث تعاونت معه أخيراً بأغنية عنوانها «لا هذا ولا ذاك»، عطفاً على تعاوني مع الشاعر أحمد الشرقاوي بأغنية «مرت سنة»، وغيرهم من الشعراء، على غرار عبدالقدوس اليعقوب وعلي المعتوق وساهر ودلال المقهوي، ومحمد جاسم يعقوب الذي لحنت له أغنية وطنية بعنوان «شيخ الوفا».

كذلك، لا أغفل عن ذكر الشاعر خالد البذال، ومن السعودية الشاعر خالد العوض، كما أجهّز حالياً لأكثر من أغنية مع الموزع الموسيقي مهدي الكوت.

• يبدو أن لديك «سلّة» من الألحان، مع باقة كبيرة من الشعراء ممَنْ كان بعضهم متوارياً عن الساحة الغنائية، مثل الشاعر مطيع العوني، وغيره... فكيف وجدت هذه التعاونات؟

- أنا متواصل مع الجميع، رغم ظروفي المتعلقة بالعلاج في الخارج.

بالنسبة إلى أخي وصديقي الشاعر مطيع العوني فهناك تناسق وانسجام بيننا على صعيد الكلمة واللحن، وهو من الناس المقربين إليّ، وكذلك الشاعر علي مساعد.

• كيف تصف لنا التعاون الذي جرى بينك وبين الشاعر القدير بدر بورسلي؟

- كان التعاون معه حلماً وتحقق.

فبعد تاريخه الكبير بأغانٍ مثل «غريب» و«أعترف لج» و«باختصار»، التي صدح بها «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر في فترة السبعينات، كان حلمي أن أوقّع بألحاني عدداً من نصوص بورسلي، وكنتُ أنتظر هذا الحلم كي يتحقق مذ كنتُ في الـ17 من عمري، والحمد لله أنني لحنت له أخيراً.

هو الآن أقرب قريب على قلبي، وأعتبره بمنزلة أخي الكبير، إذ إنه يهاتفني يومياً للاطمئنان على صحتي، حتى أصبحت بيننا «كيمياء عجيبة» وصرنا نتشاور دائماً في كل شيء.

• وما حكاية التعاون بينك وبين العملاق الراحل «بوعدنان» في أغنية «قصتي»، وهل لصلة القرابة بينكما علاقة في هذا التعاون؟

- أغنية «قصتي» للراحل «بوعدنان» الله يرحمه، بدأت حين كنت «أدندن» له اللحن فقط من دون كلمات، وقد أعجبه كثيراً، وقال ليّ حرفياً: «اللحن رهيب يا أحمد... أبيه»، ومن ثم تمت الاستعانة بابنه الدكتور بشار عبدالرضا ليكتب الكلام، وبعدها قدم «بوعدنان» العمل في مسلسل «قاصد خير».

كذلك، لحنت له عملاً غنائياً آخر، تغنّى به مع الفنانة الراحلة انتصار الشراح في المسلسل ذاته وكان بعنوان «حبي ما ينتهي». فإلى جانب أن العملاق الراحل هو خالي وابن عمي في الوقت ذاته، فقد كانت تربطني به علاقة صداقة حميمة جداً منذ سنوات طوال، وامتدت حتى آخر يوم في حياته.

• هل كان يشجعك دوماً على مواصلة التلحين؟

- بالطبع، لقد كان من أوائل المشجعين لي لكي أستمر بالموسيقى والألحان وحتى الغناء، لأنه كان يحب صوتي حين أغني، ولكنني شخصياً لا أجد نفسي كمطرب، فمنذ صغري كنت أحب التلحين وتأليف الجُمل والمقطوعات الموسيقية.

أيضاً، لا أنسى التشجيع الذي أتلقاه دوماً من الملحن القدير سليمان الملا، وهو أستاذي بلا شك، وكذلك الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح.

• لو عدنا إلى الماضي، وتحدثنا عن الفنان غريد الشاطئ، فكيف تصفه كفنان وإنسان؟

- بالنسبة إلى الفنان غريد الشاطئ، فهو عمي (أخو الوالد) رحمهما الله، وتجمعني به صداقة حميمة جداً، بالإضافة إلى صلة القرابة بيننا، إذ كنّا نتشاور دوماً بالأعمال، وقد شجعني كثيراً بقوله: «أنت مبدع».

ومازلتُ أتذكر أنه في سنة 1987 حين دخلت الإذاعة لكي أُصنّف رسمياً كملحن، وحينها كانت اللجنة مكوّنة من عمالقة الموسيقى، من طراز أحمد باقر وإبراهيم الصولة وأحمد عبدالكريم وسعيد البنا، وغيرهم، حيث نجحت بالاختبار وتم تصنيفي كملحن، فقالوا لعمي غريد الشاطئ: «امسك ابن أخوك أحمد، فهو فنان ومبدع، كما انه محافظ على تراث الأغنية الكويتية الأصيلة، لا تخليه (جابله) ترى يطلع منه».

• ما هي الأغاني التي لحنتها لعمك الفنان غريد الشاطئ؟

- لحنت له أغنية بعنوان «أنت حبي الأول» لمناسبة مهرجان النظائر، بالإضافة إلى تلحين عمل وطني قدمه للتلفزيون والإذاعة بعنوان «لا للتحدي»، فضلاً عن لحن آخر لأغنية سامرية عنوانها «أعذار».

• لماذا ابتعدت لفترة عن خارطة الغناء الكويتي؟

- بسبب ظروفي الصحية، إذ إنني أصبت بمرض في الدم، خلال العام 1998، وهو ما أبعدني عن الموسيقى، وذلك لكثرة أسفاري للعلاج بالخارج، وتحديداً في الولايات المتحدة الأميركية، وقد خضغت لعمليات كثيرة هناك، وكنت أقضي فترات طويلة للعلاج تتراوح ما بين 6 شهور و12 شهراً، وحالياً أنا أتواجد في أميركا لإيجاد حل لـ«تليّف الرئة» الذي أعاني منه.

• مَن يعجبك من المطربين السابقين والحاليين؟

- من المطربين في السابق، يعجبني عمي الفنان غريد الشاطئ، و«الصوت الجريح» الفنان عبدالكريم عبدالقادر، ونبيل شعيل ونوال ومحمد المسباح ومحمد البلوشي وعادل الرويشد وعادل الماس وفيصل عبدالله. أما الفنانون الشباب، فيعجبني منهم، مطرف المطرف وحسن العطار وخالد المسعود وصلاح أحمد ودانة وسماح.

كما يعجبني كل مطرب يمتلك الإحساس الذي يصل إلى قلبي، وهم كثر، وأعتذر إذا نسيت أحداً منهم. كذلك، أحب أصوات بعض الفنانين الخليجيين، على غرار محمد عبده وعبادي الجوهر وطلال سلامة وأحلام.

• ما سبب هذه الغزارة في التعاونات الجديدة... وهل تأتي من باب التعويض لفترة الغياب خلال السنوات الماضية؟

- ليس لغرض التعويض، بل بسبب انحيازي الدائم إلى النص القوي، فترونني أسيراً لدى المفردة الحلوة، لأنني لا أستطيع رفضها أوعدم تلحينها.

• ما الذي يهمك كملحن قبل تلحين الأغنية، المفردة الشعرية أم الصوت الجميل؟

- كما أسلفت، يهمني النص الجميل، لأن النص هو الذي يُحرّك مشاعري وأحاسيسي، ومن خلاله تبدأ إفرازاتي العاطفية في التلحين، وعلى إثر ذلك نقوم باختيار المطرب الذي يليق صوته أكثر بالأغنية.

• ما هي عناصر النجاح للأغنية الكويتية؟

- لا بد أن يتضمن النص، الكلام المتداول بين الناس، ويُطرح كما لو أنه «سالفة» وليس نصاً غنائياً، «يعجبني هذا النوع من الشعر الغنائي».

• هل انتهى زمن الأغنية «المكبلهة»؟

- لقد تغيرت أذواق المستمعين بين الماضي والحاضر. قبل كانت الأغنية المتعددة الكوبليهات تصل مدتها إلى 5 دقائق وأكثر، أما الآن تدخلت التكنولوجيا الحديثة فأثرت كثيراً على ذائقة المستمع، حيث يرى علماء النفس في مجال الموسيقى أن الأغنية الإيقاعية هي المطلوبة حالياً، خصوصاً تلك التي لا تزيد مدتها على 3 دقائق.

• هل لديك «قائمة سوداء» لبعض الفنانين، الذين ترفض التعاون معهم؟

- لا توجد لديّ أي قوائم سوداء، فالجميع إخواني وأساتذتي وأنا مازلت أتعلّم منهم.

• مَن هم الفنانون الذين يتواصلون معك إلى الآن، خلال وجودك حالياً في أميركا؟

- معظم الشعراء والملحنين والمطربين يتواصلون معي بشكل دائم، وأذكر منهم على سبيل المثال، الشاعر القدير بدر بورسلي والشاعر عبداللطيف البناي ومطيع العوني والفنان أحمد الحريبي والفنان عادل الماس، والملحن فهد الناصر، وعلي مساعد وعبدالقدوس اليعقوب، حيث إنهم يهاتفونني دائماً للاطمئنان على صحتي.