حروف باسمة

نقوش على عباءة الوطن

2 أغسطس 2021 10:00 م

ديرة عزيزة تتمتّع بأفق طيب وتراث أصيل واستقرار وارف الظلال، يظلل أهله فينامون ليلهم قريري العين، وهم كذلك على عادتهم يسكنون في مهد الله وأمانه، تفتح عيونهم في صبيحة الثاني من أغسطس على دخان كثيف، وآذانهم تصمها أصوات مزعجة لأزيز الطائرات وأصوات الدبابات وكل يسأل أخاه.

ما الخبر؟

ماذا أصاب الدنيا؟

إنهم فلول الجيش العراقي الأثيم، جاءت لتفتك ببلد آمن مطمئن يقودها العمى في القلب والوجدان، إنهم وقائدهم هولاكو العراق الذين عاثوا بتربة هذه الديرة الحبيبة فساداً وتخريباً وذبحاً وتشريداً، لم يأمن أي شيء من شرهم ومكرهم وحقدهم حتى الأطفال منعوا عنهم حضاناتهم، يا لها من محنة عظيمة، المجرمون اقتادوا شباب الوطن المناضلين المدافعين عن أمهم الكويت إلى منازلهم واستدعوا أهليهم، ونحروهم على أعتاب منازلهم أمام أعين أحبتهم.

ما أبشعها من قلوب، قست فلم تمل لهداية، تباً لهاتيك القلوب القاسية.

واستمر المناضلون في الدفاع عن أمهم العزيزة بكل ما يمتلكون من قوة ووسائل الدفاع، وقدموا أرواحهم رخيصة في هذا السبيل، حتى كتب الله النصر لكويت الخير ونمت أزهاراً متفتحة من دماء الشهداء التي أعطيت أكبر ملحمة في التضحية والفداء.

لنعتبر من هذه المأساة ونجعل الوطن في قلوبنا، ولندافع عنه بجميع ما نملك من أسلحة متعددة، سلاح العلم الصافي الأصيل والعمل المفعم بالأمانة، والمحافظة على مقدرات هذه الديرة وحمايتها من كل معتد أثيم.

ولتكن جميع الأيادي يداً واحدة، والقلوب واحدة متحدة في سبيل التنمية والبناء والتعمير والاجتهاد نحو مستقبل أفضل.

ما أجملك أيتها الديرة العزيزة بالمجدين المخلصين، وأهلك الذين يدافعون عنك بقلوبهم وفكرهم ووجدانهم.

كويت الكويتيين سوف ترونها

وقد فتحت آفاقها للسنى مسرا

لقد صهرتها النار حتى توقّدت

ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا

سيخرج من تحت الرماد محلّقا

لآفاق آت نحن في سره أدرى

لقد علمتهُ الريح سر اختلافها

وسر غيوم ترسل المزن والقطرا

لنصر بلادي جاءني طائر البُشرى

فجدّد شوقي للغنى مرة أخرى

رجعنا وإن كان الرجوع مقدّرا

فليت لقلب لا يغني لنا عذرا