ألوان

التعاون بين السلطتين في مصلحة الكويت

29 يوليو 2021 10:00 م

تغبطنا الكثير من الشعوب الخليجية والعربية على التجربة الديموقراطية في الكويت، وكلما سافرت إلى بعض الدول العربية أتحدث مع أصدقائي فأسمع منهم الإطراء على الكويت - الصغيرة في مساحتها والقليلة بعدد سكانها - بالإنجازات المتعددة في كافة المجالات تبعاً للاهتمام الشخصي لمن أتحدث معه، فهناك من يشيد بالبنية التحتية، ومن يشيد بمساحة الحرية وحرية التعبير وحرية الصحافة والمسرح ومن يشيد بجامعة الكويت وبالنتاج الثقافي للكويت، حيث الأسابيع الثقافية التي كانت تقام في الكثير من العواصم العربية، وكذلك بالمجلات ذات الطابع الثقافي العميق مثل مجلة العربي وسلسلتي عالم المعرفة والثقافة العالمية، وهناك من يشيد بمنتخب الكويت لكرة القدم، الذي وصل لكأس العالم وغيرها من الأمور.

نعم لا يمكن تجاهل مثل تلك الإنجازات على مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن، إلا أنني ألاحظ أن الكثير من الناس لا يحب إلا التذمر و«التحلطم»، ولا أخفي عنكم بأنني مثلكم بيد أني لا أنظر إلى الأمور السلبية فقط، بل إنني أذكر الأمور الإيجابية أيضاً.

نعم علينا أن نعمل بجد معاً، وأن نكون - رغم تعدد الرؤى - متكاتفين من أجل الكويت وأهلها، من دون العمل من أجل أهداف حزبية أو شخصية، الأمر الذي يجعل ذلك هو أساس التعاون بين مؤسسات الوطن كافة.

وعلينا كمواطنين العمل على معالجة أخطائنا، قبل أن ننادي بصوت عال، مشيرين إلى عيوب الآخرين مهما كانت مكانتهم، ولتكن الأسرة هي الانطلاقة الأولى لكل مواطن، ولا ننسى أهمية دور الإعلام والمسجد والمدرسة في تأصيل القيم الإسلامية والعربية والكويتية في شخصية الإنسان الكويتي في الوقت المعاصر، إذ إن هناك جيلاً جديداً لا نطلب منه أن يشبهنا في كل شيء، بل نتمنى منه أن يكون حاملاً للراية من بعدنا لإكمال مسيرة بناء الوطن، ونتمنى منه أن يكون أفضل منا وأن يحقق ما عجزنا عنه عندها نكون في سعادة لا تضاهى.

نعم هناك تحديات، وهناك ملفات كثيرة يجب العمل على إنهائها بالتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، من دون تخوين أو إساءة أو تجريح للطرف الآخر، فالمواطن الكويتي هو الذي يقيّم أداء مجلس الأمة، وليس من حق أي شخص أن يملي عليه رؤيته، فالمواطن الكويتي يمتلك الوعي الكافي ليعرف الخطأ من الصواب.

وعلينا أن نفكر بعقلانية، بعيداً كل البعد عن العناد الذي لن يعود بالخير على أي طرف، لذا علينا أن نقف معا وراء حكمة وقيادة قائد الوطن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، كي تكون الكويت آمنة وسط التحديات الكبيرة داخلها وخارجها، فالكويت لا يمكنها أن تعيش لوحدها بعيداً عن بقية دول العالم، التي لديها توجهات وضغوط مختلفة، الأمر الذي يحمل في طياته تحديات كبيرة.

ورغم استعراض بعض الإنجازات، إلا أنني لا أدعي الرضا التام عن التعليم والصحة وغيرهما، إلا أن الإصلاح عملية غير منتهية، وكلنا بحارة في سفينة الكويت، ومتى ما أردنا تحقيق المزيد من الإنجازات، فعلينا أن نتكاتف ونعمل بجد من أجل الوصول إلى بر الأمان، فعلى كل مواطن كويتي من خلال منصبه أو مكانته أو عمله أو موقعه القيام بعمله على أكمل وجه، كي يعم الخير والسلام في بلدنا الحبيب.