حروف باسمة

«العيد وافي باركي أفراحه»...

19 يوليو 2021 09:00 م

يوم جميل هذا اليوم المبارك الذي يشرق فيه عيد الأضحى، الذي يفد فيه ضيوف الرحمن إلى بيت الله الحرام لأداء مناسكهم، مكبرين ومهللين ومتضرعين بالخير والنماء، ولأهل هذه الديرة تراث طيب في عيد الأضحى.

حيث تشير الأمهات إلى أبنائهن في وقت الزوال من يوم الوقوف بعرفة أن يسكنوا، وكل من في البيت تسكن حركته وينشغل بالدعاء والصلاة، تضامناً مع الواقفين في عرفات، وفي صبيحة يوم العيد تنشغل الأم بإعداد ريوق العيد، وما يشتمل عليه من مأكولات طيبة وتخلط رائحة هيل حليب ريوق العيد بعبق بخور الديوانية، التي يستقبل فيها الوالد ضيوفه من الأهل والاصدقاء والجيران... فـ «العيد وافي باركي أفراحه».

فإذا ما جاء الظهر توضع السفر، وهي مصنوعة من جريد النخل لها ألوان زاهية مستديرة الشكل، يوضع عليها طعام الغداء.

والجميع مبتهج بهذا اليوم المبارك، أما الاطفال فيذهبون إلى أماكن الترفيه المختلفة، التي توضع في البرايح والفرجان، ومنها أم الحصن والديرفة والقليلبة.

وإذا ما انتهت اللعبة فإن القائم عليها يمددها للأطفال بقوله: هذي زيادة للولد.

عبق جميل من تراث أصيل يأخذه الأبناء عن الآباء ويورثونه لأبنائهم حتى يستمتع الجميع بهذا العبق الطيب.

ونحن في هذا اليوم المبارك، تتعرض الدنيا فيه إلى أهوال هذا الوباء الوبيل فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).

ماذا نطلب من حجاج بيت الله الحرام في مناسكهم ؟

نطلب منهم أن يبتلهوا إلى الله الكريم في أن يندحر هذا الوباء عن ربوع الكون، وأن يحفظ هذه الديرة وأهلها والقاطنين عليها من كل سوء ومكروه، وأن يذبح الحقد والحسد والضغينة وتعمر القلوب بالخير والمودة والسماحة والصفاء.

إن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه، وما لنا إلا أن نردد هذه الأهزوجة التي كنا نرددها يوم الوقوف بعرفة وهي: «باكر العيد ونذبح بقرة»، ولكننا سنقولها اليوم يوم العيد بتصرف:

اليوم العيد ونذبح بقرة

نادو مسعود وسيخه وخنجره

اليوم العيد ونلبس اليديد

ونبخر البيت بطيب وعنبره

اليوم العيد وناكل الريوق

ونشرب الشاي ونخفف سكره

اليوم العيد ونشوف الحبيب

ونكحل العين بخيره ومنظره

اليوم العيد ويدحر الوبه

ويكسر الفي وانسير في ذره

اليوم العيد وننشر الوفا

ونعرجب الحقد وشره ومصدره

عساكم من عواده، وأيامكم سعيدة.