ألوان

أبعاد القضية الفلسطينية

18 يوليو 2021 09:00 م

كنّا وما زلنا نتابع القضية الفلسطينية جيلاً بعد جيل، وبالتالي فإن المسألة معجونة في دمائنا وتفكيرنا، مهما كانت الظروف والتناقضات التي مرّت بها هذه القضية.

ولقد عاش بيننا في الكويت ما يقارب نصف مليون فلسطيني لمدة نصف القرن تقريباً، وكان لهم دور كبير في التعليم وبقية المجالات، وهم إخوة لنا وكفاءات نفتقدها في الوقت الحالي، وهناك من الإخوة الفلسطينيين الذين ساعدوا الكويتيين إبان الاحتلال، ومن ولد في الكويت يتذكر بعشق الديرة وأهلها.

وللكويت دور بارز في دعم القضية الفلسطينية فمنظمة التحرير الفلسطينية أنشأت في الكويت، وما زالت تحصل على الدعم المادي والمعنوي عبر عقود من الزمن هو عمر هذه القضية، وقد تسامت الكويت فوق جراحها واستمرت بإصرار على دعم القضية الفلسطينية رغم موقف ياسر عرفات من الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في عام 1990م، لأن القضية الفلسطينية قضية عادلة غير قابلة للنقاش في أعماق الإنسان الكويتي.

ولا يجب أن ينسى المواطن الفلسطيني الدعم الكويتي السياسي والاقتصادي، وهو عنوان ثابت لدى حكام الكويت وشعبها وكان آخرها تصريح حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وهو يستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني، مؤكداً فيه على موقف الكويت الثابت من القضية الفلسطينية، وهو أمر تجسده رغبة الشعب أيضاً متمثلة في موقف أعضاء مجلس الأمة الكويتي، الذي قام بتشريع قانون يغلّظ عقوبات التطبيع مع إسرائيل، وما زلنا نتذكر موقف السيد مرزوق الغانم دولياً في فضح الجرائم التي ما زال مستمراً فيها الكيان الصهيوني، رغم أن هناك ضغوطاً كبيرة من أجل صفقة القرن.

وعلينا أن ننسى كل خلافاتنا ونسعى من أجل دعم إخواننا الفلسطينيين في قضيتهم الإنسانية، كما أنها فرصة ليتحد العالم العربي والإسلامي معاً من أجل حلها، وإني لأشعر بالخجل أمام كل مرابط فلسطيني كوننا لا نقدم له الكثير، وكذلك الأمر بالنسبة للأبطال في «غزة» رمز العزة، وقد أعجبتني رسالة الفنانين في غزة أنهم يحبون الحياة وأنهم يحملون القضية الفلسطينية عبر معرض لفنانين تشكيليين في غزة على أنقاض المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي في الحرب الأخيرة عليها، وهي رسالة قوية في وجه كل من وقف مع الصهاينة في جرائمهم، الأمر الذي يعكس أهمية الفنون في إيصال الرسالة لقضايانا.

كما أتمنى أن ينتهي الخلاف بين «فتح» و«حماس» بشكل جدي، لأننا نرى أنه في كل مرة يتم فيها الاتفاق يكون هشاً.

فلا يمكن للإنسان العربي أن يتقبل فكرة التعامل مع الكيان الصهيوني، أما الإنسان اليهودي فلا مشكلة لدينا معه ومع أي ديانة، لكننا نرفض أي دعوة للتعامل مع الصهيونية، حتى وإن قام بتسويقها بعض العرب.