فيما أعلنت وزارة الصحة أن مجموع جرعات لقاح «كوفيد 19» المقدمة منذ بداية الحملة بلغ مليونين و375 ألفاً و455 جرعة حتى السبت الماضي، توقعت مصادر صحية لـ«الراي» أن تشكل تلك الأرقام بداية لهزيمة الوباء في البلاد «على أن يكون الانتصار عليه بنهاية العام الجاري»، مع الوصول إلى المناعة المجتمعية.
ورأت المصادر أن تحقيق «المناعة» يستلزم تحصين شريحة تُقدّر على الأقل بنحو 3 ملايين نسمة للوصول إلى نسبة 70 في المئة من سكان البلاد، مشيرة إلى أنه وفقاً للأرقام الواردة بإحصائية الوزارة، التي أعلنت مساء أول من أمس، فإن نحو 48 في المئة من الشريحة سالفة الذكر قد تلقت جرعة واحدة، فيما بلغت الشريحة التي استكملت التحصين نحو 31 في المئة.
وتأكيداً لمعلومات «الراي»، رجحت أن يتم إنجاز تطعيم المليون الثالث بحلول سبتمبر المقبل قبيل العودة للمدارس، لترتفع نسبة من أتموا التحصين إلى نحو 50 في المئة.
وأوضحت في هذا السياق أنه مع وصول لقاحات منصتي «موديرنا» و«جونسون اند جونسون» في الربع الأخير من العام الجاري، من المتوقع أن تشهد حملة التطعيم وتيرة أكبر وأكثر سرعة، وتالياً سيتم الوصول إلى تطعيم شريحة الـ3 ملايين شخص بحلول نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، وهو ما يعد بداية لهزيمة «كوفيد» في البلاد، لا سيما في ظل قدرة الوزارة على إعطاء نحو مليون جرعة خلال 40 يوماً أو أقل، متى ما توافرت اللقاحات.
وأكدت المصادر، في الوقت نفسه، أنه بعد إنجاز تطعيم 3 ملايين نسمة، لن تتوقف الحملة، لكن الوصول إلى هذا الرقم يعني تحقق تطعيم النسبة الأكبر من الشريحة المستهدفة، لافتة إلى أن الحملة ستواصل أعمالها لتقديم خدمة التطعيم لكل الشريحة التي بمقدورها تلقي اللقاح، والتي قد تصل إلى 4 ملايين نسمة، مع إدراج فئات جديدة للتطعيم، وهي فئات الحوامل والمرضعات والفئة العمرية من 12 الى 15 عاماً، كما أنه في ظل تواصل الدراسات العالمية هناك احتمال متزايد لانضمام شرائح أصغر سناً.
وإذ رجحت تحقيق حملة التطعيم هدفها، وفق المدة المقدرة سلفاً والمحددة بسنة منذ بداية تدشينها في 27 ديسمبر من العام الماضي، أبدت المصادر ثقتها في توافر اللقاحات خلال الفترة المقبلة، بما يمكن من تحقيق الحملة لهدفها.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالله السند أعلن أن مجموع جرعات اللقاح المقدمة منذ بداية الحملة بلغ أكثر من مليونين و375 ألفاً و455 جرعة حتى السبت الماضي.
وأوضح أن مجموع عدد من تلقى جرعة واحدة على الأقل من سكان دولة الكويت بلغ مليوناً و452 ألفاً و148 شخصاً، فيما بلغ مجموع عدد من تلقى جرعتين 923 ألفاً و307 أشخاص.
12500 جرعة في اليوم
استناداً إلى الأرقام الرسمية، فإن معدل التطعيم يومياً في الكويت يبلغ تقريباً 12 ألفاً و500 جرعة، إذ إن الحملة بدأت في 27 ديسمبر 2020 وبلغ عدد الجرعات حتى 3 يوليو 2021، مليونين و375 ألفاً و455، أي أن هذا الرقم تم الوصول إليه خلال 189 يوماً من الحملة، بمعدل 12568 جرعة يومياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الفترة شهدت العديد من أيام العطل التي لم يتم إعطاء اللقاح خلالها.
4 تحديات
تواجه الحملة الوطنية للتطعيم 5 تحديات رئيسية، هي:
1 - الشح العالمي للقاحات.
2 - عدم التزام الشركات المصنعة بتوريد اللقاحات في المواعيد المقررة والمتعاقد عليها.
3 - تأخر ردود الجهات الرقابية على وزارة الصحة لإبرام تعاقداتها مع بعض الشركات المصنعة للقاحات.
4 - عدم قبول وزارة الصحة باشتراطات بعض الشركات المصنعة للقاحات، ومن بينها دفع 75 في المئة من قيمة التعاقد قبل اعتماد لقاحها.
المناعة... 65 إلى 70 في المئة
تتفاوت آراء الخبراء حيال نسبة التطعيم لتحقيق المناعة المجتمعية من مجتمع لآخر، وفقاً لعدد من المعايير، منها مدى الالتزام بالاشتراطات الصحية ومناطق التكدس والكثافة السكانية، التي قد تحتاج إلى تحقق المناعة من 60 الى 80 في المئة، سواء عن طريق المناعة الطبيعية عبر الإصابة أو عن طريق التطعيم.
ورأت المصادر الصحية أن تطعيم نحو 65 إلى 70 في المئة من سكان البلاد، في ظل فعالية اللقاحات المستخدمة، من شأنه أن يشكل بداية النهاية للوباء.