الجيل القديم هم فقط من يتذكرون أشرطة الكاسيت، وهم فقط من سيسترجعون الذكريات التي عاشوها في «زمان الطيبين» حين كانوا يصطفون بالطابور لشراء آخر إصدار من ألبومات فنانيهم المفضلين، لكي يستمعوا إليهم في تلك «المسجلة» القديمة!
ففي زماننا هذا أصبح «شريط الكاسيت» ذكرى، تذروها رياح الحداثة والتطور التكنولوجي، في ظل ظهور مواقع الانترنت، التي باتت تقدم لروادها كل ما هو جديد، وبالمجان.
ومع كل الظروف التي عصفت بأسواق الكاسيت في العقدين الأخيرين، لا تزال شركة «كليوباترا» صاملة، حيث إن مالكها عبدالعزيز الشطي حرص على عدم إغلاق المحل، حتى وإن انخفض عدد زبائنه وتراجع مردوده المالي.
ولمعرفة الدوافع وراء ذلك، صرح الشطي لـ«الراي» بالقول: «الحمدلله لدينا زبائننا الذين ما زالوا يشترون من عندنا أشرطة الكاسيت، ولا أخفيكم القول إن شركة (كليوباترا) صمدت إلى يومنا الحالي لسبب بسيط جداً، ألا وهو أنني (معزّم عليها)، حيث إنني لا أعتبرها تجارة بل أحاول الحفاظ على الاسم الذي بناه والدي – رحمه الله - منذ افتتاح المحل في العام 1969 بمنطقة حولي وبنفس الموقع، فلا يزال الديكور هو ذاته منذ قبل فترة الغزو العراقي الغاشم (وما أقدر أجزم إن كان نفسه من بداية الافتتاح)، حيث إن الأمر لو كان مرتبطاً بالتجارة لكنت قد أغلقت المحل منذ زمن بعيد، فَمن مِنا في زمن (اليويتوب) والتكنولوجيا يستمع إلى أشرطة الكاسيت!، وفي بعض الأحيان أضطر إلى أن أدفع من جيبي الخاص حتى يبقى باب المحل مفتوحاً».
ومضى يقول: «أتذكر أنني بدأت العمل في المحل في عمر أقل من الخامسة عشرة، وفي حينها كنت أتسلم راتباً من والدي، الذي كان سبباً رئيسياً في تعلقي به، لذلك أنا متمسك كثيراً به وأحاول قدر المستطاع أن يبقى مستمراً، إلى حد أنني في اللحظات التي أكون فيها متضايقاً من موضوع ما، أذهب إلى هناك حتى أشعر بالراحة».
وتابع الشطي: «بكل صراحة، زبائن المحل في يومنا الحالي عددهم ليس بالكبير، حيث إننا بحاجة إلى زبائن الشارع، لكن كما ذكرت سلفاً في ظلّ وجود (اليوتيوب) اختفوا، ولا أخفيكم القول إن عدداً من زبائننا القدامى عندما يعلمون أننا ما زلنا مستمرين في البيع يقولون لنا بذهول وصدمة (إنتوا للحين قاعدين!، مستحيل مو مصكرين للحين)».
ولدى سؤاله إن كانوا حتى اللحظة مستمرين في إنتاج الأعمال الغنائية كما الماضي، قال: «الإنتاج اليوم (صار ما يسوى)، ومن ينتج في زمننا الحالي هم أصحاب الشركات الكبيرة التي تمتلك استديوهات ضخمة وفي أرصدتها مبالغ مالية كبيرة، وبالتالي في حال الخسارة لن تهتز أو تتأثر.
أما بالنسبة لي، لو أقدمت على خطوة الإنتاج لن أحصد أي مردود مادي، لأن الناس لو صبرت يوماً واحداً على صدور الأغنية، لن تصبر لليوم الثاني كونك سوف تسمعها متاحة في الفضاء الإلكتروني وبالمجان... إذاً كيف سأبيع أشرطة الكاسيت أو حتى الـCD، وماذا سأستفيد أنا بهذه الحالة؟، فالتكنولوجيا دمّرت هذا الأمر، لكن في مجمل الحال أستطيع القول إننا فعلياً أخذنا زمننا».
وعن زيارة الفنانين للمحل، قال: «بين الحين والآخر يمر علينا بعض الفنانين والمشاهير، أذكر منهم – مع حفظ الألقاب - سليمان الملا، عبدالمحسن المهنا، جمعة الطراروة وغيرهم».
وفيما يخصّ الأشرطة المتوافرة في المحل، قال: «يتوافر لدينا حالياً في المحل أغلب أشرطة الكاسيت للفنانين القدامى وأيضاً الجدد منهم، حيث إنه في الماضي كان لكل محل وشركة تخصص بلون من ألوان الفن، ونحن منذ افتتاحنا توجهنا وتخصصنا باللون العدني القديم وكذلك الأغاني الكويتية القديمة، والذي ما زلنا محافظين عليه إلى اليوم».