توفّر عائدات مالية بالدولار النقدي يحتاجها بشدّة

«لبنان من فوق»... الجيش يطلق رحلات للمدنيين

30 يونيو 2021 10:00 م

يطلق الجيش اللبناني، اليوم، رحلات جوية مخصصة للمدنيين للتجول فوق لبنان، في خطوة من شأنها توفير عائدات مالية للقوات المسلحة التي طالتها تداعيات الانهيار المالي البلاد.

وعلى وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنفها البنك الدولي من بين الأكثر شدة في العالم منذ 1850، وسط شلل سياسي مزمن، لم تسلم مؤسسة الجيش من تبعات الانهيار، وباتت تحتاج الى دعم حتى لتوفير الطعام والطبابة لعناصرها.

وأفاد الجيش على موقعه الإلكتروني عن بدء تسيير رحلات بعنوان «لبنان... من فوق» في الأول من يوليو، على متن طوافة من طراز «رايفن» من قاعدتي عمشيت (شمال) ورياق (شرق).

وعلى الراغبين (من عمر 3 سنوات وما فوق) أن يسجلوا أسماءهم على منصة خاصة، على ألا يتجاوز عدد ركاب الرحلة الواحدة التي تبلغ مدتها 15 دقيقة ثلاثة أشخاص، مقابل بدل مادي قيمته 150 دولاراً تُدفع نقداً (50 دولاراً للشخص)، على أن تكون الرحلات بعد الظهر في أيام الأسبوع وقبله وبعده في «الويك اند».

ويُذكر أن فرنسا استضافت منتصف الشهر الماضي، مؤتمراً دولياً خصصته لدعم الجيش، فيما لا يزال المجتمع الدولي يمتنع عن تقديم أي دعم مادي بانتظار تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات أساسية.

وبعدما خسرت الليرة تدريجيا أكثر من 95 في المئة من قيمتها أمام الدولار، أصبح راتب الجندي العادي يعادل أقل من مئة دولار مقارنة مع نحو 800 دولار قبل بدء الأزمة في صيف العام 2019. واضطرت قيادة الجيش قبل عام إلى حذف اللحوم من وجبات العسكريين، قبل أن تعتمد تقشفاً كبيراً في موازنتها.

واتفق نحو 20 بلداً في مؤتمر باريس على تقديم مساعدة عاجلة للجيش لدوره «الأساسي في الاستقرار».

ورفع الجيش، وفق مصادر فرنسية، إلى المجتمعين «حاجات محددة جداً» على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما وأدوية إضافة الى قطع غيار لصيانة العتاد ووقود تقدر قيمتها «بعشرات ملايين اليوروات».

وغالباً ما تُخصّص مساعدات مماثلة لدول غارقة في النزاعات أو تواجه كوارث طبيعية. وتعكس الحاجات الملحة «الطابع الحرج» للوضع داخل المؤسسة العسكرية، التي حذّرت قيادتها مراراً من تداعياتها على القيام بواجباتها العسكرية في حال ازداد الوضع سوءاً.

وقال قائد الجيش جوزف عون، وفق مقطع مصور نشرته قيادة الجيش على «تويتر» في يونيو، «نقوم بالمستحيل حتى نخفف المعاناة والأعباء الاقتصادية عن العسكر».

ومنذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، يعتمد الجيش إلى حدّ كبير على مساعدات غذائية أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة وتركيا. كما قدّمت دول أخرى مساعدات طبية ووقود بينها العراق.