أبعاد السطور

هنا في أوديسا

24 يونيو 2021 10:00 م

منذ شهر تقريباً سافرت إلى مدينة أوديسا الأوكرانية - وما زلت إلى الآن بها حتى كتابة هذا المقال - فبعد ما يزيد على سنة كاملة من اجتياح فيروس كورونا الشرس كوكب الأرض وتبعاته السلبية جداً على معظم أوجه الحياة المختلفة في جميع دول العالم، أصبح الواحد منا متعباً ومرهقاً نفسياً وفكرياً وروحياً، خصوصاً الذين اعتادوا كثرة الأسفار في العام الواحد.

لذا خطّطت وقررت أن أسافر مع أول فرصة ذهبية تسمح لي بالهرب من تخبطات الحكومة الكويتية في شأن فتح المطارات تارة واغلاقها تارة، والهرب كذلك من المناخ القاسي الذي تشهده البلاد في يونيو من غبار شديد وعواصف البوارح الرعدية، وكذلك الهرب من العلاقة الطفولية في البرلمان الكويتي بين الحكومة ونواب المجلس، الذين لا شغل عندهم إلا التناحر في كل جلسة تُعقد، والتراشق عبر التصريحات المضحكة في الصحف وبرامج التواصل الاجتماعي، وكذلك الهرب من الإشاعات التي تكاد تغرق البلد في ما يخص انتشار فيروس كورونا والوفيات التي تحدث بسببه والتطعيمات التابعة له.

منذ اليوم الأول من وصولي مدينة أوديسا قررت أن أستبدل شريحة هاتفي الكويتية بأخرى أوكرانية، حتى أكون منعزلاً عن أي رسالة أو اتصال يأتيني ويعكّر مزاجي، وكي أشعر أكثر بالبعد عن تلك الأمور السخيفة التي تصلني عن الحكومة ونواب البرلمان والإشاعات التي لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً، وأيضاً لكي أنعم بالراحة الحقيقية وصفو البال الذي جئت أنشده في هذه المدينة المدهشة، التي تقع على ساحل البحر الأسود، والتي تمتاز بروعة طبيعتها ومناخها المدهش.

في نهاية المقال. أقول: إن الانغماس في الأمور السلبية من تناحر واشاعات وقيل وقال وتصريحات سياسية وتخبطات الحكومة ومناخ قاسٍ وحار ومغبر، كل هذه الأمور استطاعت أوديسا أن تمسح سلبيتها من رأسي، كما تفعل ممحاة السبورة في الكلمات والرسومات الفوضوية التي شخبط بها التلاميذ قبل دخول المعلم الفصل.