خواطر صعلوك

شيءٌ ما عن الموت!

22 يونيو 2021 10:00 م

تختلفُ الأساليب والموت واحدٌ، ورغم ذلك تتنوّع نظرتنا للموت، فهناك مَنْ يرى أنه نهاية، وآخر يرى أنه بداية، وكثيرٌ من الفقهاء يعتبرونه «عتبة» بين حياتين، ديانات هندية تعتبره دائرة تُكرّر نفسها بأشكالٍ متعددة، أما الأمهاتُ الكِبار بما يكفي في العالم الإسلامي فتعتقدن أنه لقاء.

القبائل الأفريقية البدائية تُبدي الكثير من الاحترام للطاعنين في السن، الذين صمدوا في وجه هجمات السحرة والشياطين وأرواح الأسلاف الحسودة، وذلك لأن الموت عند هذه القبائل هو نتيجة «خطأ» وهزيمة أمام القوى الشريرة، وليس قدراً ومحتوماً.

ومن غرائب الموت وأساليب الدفن، مثلاً في جزيرة سان كريستوبال واحد وعشرون نوعاً من الدفن، الدفن في الأرض وفي البحر وفي شقوق الصخور وعلى الشجر والسقالات أو في أكياس... الحرق على كومات من الحطب أو التحنيط... الدفن في تجاويف الشجر أو تجفيف الجثث في الشمس أو فوق النار ثم وضعها على جذوع الشجر، إحدى وعشرون طريقة للدفن معترف بها هناك! الأهالي يخافون من عودة الأموات، الذين قضوا نحبهم في «حوادث».

يقول أحدهم: علينا التأكد بأن الميت لن يعود من حالة اللاحراك ليُثير الرعب، ويسبّب الأذى لمَنْ بقي بعده من قومه.

هنا قبر عليه كومة كبيرة من الحجارة، ومومياء هناك مقيدة بالسلاسل، وتوابيت محكمة الإغلاق بالمسامير، ورماح مغروسة في عنق ميت مدفون في جذع شجرة، ممنوع أيّ محاولة للتحرّر أو العودة.

في هايتي - ووفق تقليد قديم - يمضون في الموكب الجنائزي حاملين النعش في حركة متعرجة وبكثير من اللف والدوران في الأزقة والحارات، من أجل تضليل المتوفى بحيث لا يمكن أبداً من أن يعثر على طريق العودة إلى البيت بعد الدفن.

في أستراليا وأفريقيا وأميركا الجنوبية عندما هبط المستعمرون البيض... اعتبر السكان الأصليون أنها أرواح موتى لم يُحسن إغلاق قبورها.

كاهن قبيلة «جيفارو» الهندية يقسم بجماجم الأسلاف بأن الموتى يعودون، وعندما سُئِلَ كيف تعرفهم... قال: لا ظل لهم!

@Moh1alatwan