د. مبارك الذروة / سكاريب وشوارع

1 يناير 1970 08:20 ص
من منا لا يعرف الهرن «منبه السيارة»؟ والذي يشبه صوت شاوي داخ من مطارد غنمه شمال المطلاع. نسميه «هرن»، ويسمونه في الشقيقة السعودية «بوري»، وفي الغالية مصر يسمونه «كلاكس». المهم من منا لا يستخدمه في حال الخطورة خوفاً من تصادم بعض المواتر الأخرى. الهرنات التي تعج في بلداننا كثيرة ومتنوعة ومتباينة في درجة الصوت والنغمة والمدى. في مصر مثلاً لا تملك إلا أن تتكيف مع الكلاكس أو الهرن غصباً عليك! فالهرن المصري القوي وحده الذي يوقف تعسف قادة المركبات عند التجاوز. بل أصبحت الهرنات في بعض دول شرق آسيا جزءاً من سيمفونيات الحياة اليومية. وهي تشكل ثقافة عند بعض شبابنا... فالجماهير الرياضة تخرج إلى الشوارع مستخدمة كل أزاهيج الفرح ومنها بالطبع (الهرنات).

الهرن صار مثل الريموت كنترول يسد الحاجة، فكثيراً ما نسلم باستخدام الهرن وبضغطة عليه «طااااااااط» فيصل سلامك بأقل تكلفة ممكنة! وأنا شخصياً لا استخدم الهرن في السلام على الآخرين. وعند خروجنا في الصباح الباكر نجد العديد من التجاوزات في الحارة اليمنى واليسرى من الطرق السريعة، قليلون هم الذين «يطقون» الهرن في الشارع العام لأن الطق في الميت حرام! والشارع ما يتحمل أصلاً. تقل الهرنات كلما ذهبنا شمالاً لأوروبا وتقل أكثر في الدول المتقدمة كبريطانيا وأميركا، وللهرنات أنواع أخرى. فالدول التي لا تكاد تسمع فيها هرنا هي دول أكثر التزاماً سواء على الصعيد الحكومي أو الشعبي، والهرنات السياسية هي الأخرى توقف التجاوزات التعسفية من قبل الآخرين... كأسئلة البرلمان، والاستجوابات، لكن كذلك هناك من يعلق «الهرن» على آخره ولا يبالي.

فعند خروج مركبة الحكومة عن جادة الطريق يلزم من النواب إرسال هرناتهم على حسب الخلل الحكومي، وكل ما زاد الخلل زادت الهرنات، مع تعدد الاستخدام في حدة الصوت أو نوع النغمة أو طول المدى!

المشكلة في بعض مراهقي الشوارع الذين لا ينفع معهم الهرنات وبايخة جداً تشوف رجال عود يقحص ويثير الغبار على عباد الله... ويقول بعدها كيفي كويتي. هؤلاء تضطر آسفاً لاستخدام طرق أخرى أشد صرامة من الهرن مثل «الفلعه» وهي أن تفلع احدهم برأسه، وهي بمثابة إزاحة المركبات البالية عن الطريق بالقوة، أو من خلال نشر ملايين المسامير على الحارتين اليمنى واليسر لضرب عجلات سيارتهم حتى لا تؤذي الآخرين، وقد يصل الأمر إلى سحب الرخصة حتى لو كان من غير مزدوجي الرخص!

لذلك لابد من إزالة المركبات التي تثير تعسفاً في شوارعنا والتي كسرت بنية الإسفلت الأساسي والأرصفة سواء كانت سيارات حكومة أو شعبية، وعندها نستخدم شوارعنا بكل سلامة وأمان. وبعد إذن أخوي بو صالح... أدام الله من أزال سكاريب الشوارع عن شوارعنا، ولا أدام من كسر قوانين الشارع وضيع أوقاتنا.





د. مبارك الذروة

[email protected]